الخيار السني الثالث: مصلحة ام حاجة؟

8 فبراير 2022
الخيار السني الثالث: مصلحة ام حاجة؟

تدور أحاديث وتكهنات متعددة بشأن إنعكاسات انسحاب الرئيس سعد الحريري على المزاج السني في الانتخابات النيابية المرتقبة، لكن ثمة تساؤلات كثيرة تطرح بشأن قدرة الأطراف الأخرى على استقطاب القواعد  الشعبية والاستفادة منها في المعارك  الانتخابية  المحتدمة.

الاجواء ضمن فاعليات الطائفة السنية تؤشر إلى حرص عام على تجنب الوقوع في الاحباط السني الذي يؤدي إلى فقدان التوازن الوطني ويهدد اسس إتفاق الطائف، وهنا يبرز الميل نحو الدفع إلى إشراك شرائح متنوعة في تأليف اللوائح خارج الزعامات السنية  التقليدية، فضلا عن اقتراحات لتأليف لوائح مندمجة سياسيا لتدارك  إنكفاء السنة بشكل واسع سياسيا وشعبيا.تبقى الإشكالية في طبيعة التحالفات بعد قرار  تعليق المستقبل عمله السياسي ، من هنا يبرز  ترقب كيفية بلورة قرار  ” الأخوين الحريري” كل واحد على حدة ، ففريق بهاء الحريري استنفر تنظيميا ولوجستيا و بدأ يعد العدة لإطلاق عمله حركة “سوا للبنان” والتلويح بتاسيس  زعامة سياسية و شعبية يقودها بهاء الحريري، فيما تنتظر  قيادة المستقبل عودة الرئيس الحريري في ذكرى والده لاستكمال البحث في كيفية التعامل مع لوائح تابعة للتيار الأزرق بطريقة غير مباشرة.

ابعد من حدود الطائفة السنية، تبرز أهمية موقف حزب الله بصفته الطرف السياسي الذي يتأثر بسلوك السنة مع صناديق الاقتراع، طالما ان كل القوى السنية تحشد انتخابيا  على خلفية معارضة حزب الله ومواجهة نفوذه المتمادي ، الأمر الذي يودي حكما إلى تجييش  الرأي العام بوجه الحزب، في حين يسعى الاخير إلى الحفاظ على اختراقات حققها في الدورة الماضية مع حلفائه وأسفر عنها انبثاق “اللقاء التشاوري” الذي كان “شريكا مضاربا” لسعد الحريري في أثناء تشكيل الحكومة.هنا تبرز نقاشات مع الدائرة المحيطة بحزب الله  يغلب عليها العصف الفكري، تشير إلى مصلحة الحزب في “الخيار السني الثالث” . وتستفيض جهات بمصلحة حزب الله تشكيل لوائح تتبنى الاعتدال خارج مفهوم الانقسام العمودي كما حصل خلال الفترة السابقة بين فريقي 8 و 14 آذار والحقت اضرارا سياسية جسيمة.تفيد المعطيات الاولية، بأنه  لا يمكن الاستهانة بهذا الطرح خصوصا ان حزب الله يبدي قلقا شديدا من خيارات حادة ناتجة عن حجب الاعتدال السني  وبروز خطاب التطرف ، ومن الطبيعي إعتبار بأن مطلق تحالفات مع أطراف سنية متفرقة ليست  قادرة على التأثير على المحيط السني، من هنا أهمية قيام خيار ثالث قائم على معارضة حزب الله وانتقاده من باب الشراكة الوطنية، و هو ما يبدو مصلحة، ان لم يكن حاجة ملحة للحزب في ظل الضغوط الدولية الشديدة.