قداس في طرابلس بمناسبة الذكرى الأولى لرحيل جان عبيد

13 فبراير 2022
قداس في طرابلس بمناسبة الذكرى الأولى لرحيل جان عبيد

إحتفل رئيس اساقفة ابرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف بالصلاة لراحة نفس النائب الراحل جان عبيد في كاتدراية مار مارون في طرابلس، بمناسبة الذكرى السنوية الاولى لرحيله. وترأس سويف القداس ممثلا البطريرك بشارة الراعي يعاونه حشد من الكهنة، في حضور وزير الخارجية عبدالله بوحبيب ممثلا رئيس الجمهورية ميشال عون، النائب علي درويش ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، النائب نقولا نحاس ممثلا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ممثل قائد الجيش العميد ابو شقرا، وافراد العائلة وشخصيات سياسية واقتصادية واجتماعية ونقابية وتربوية وثقافية وحشد من المواطنين.

 
وبعد تلاوة الانجيل المقدس القى المطران سويف عظة قال فيها: “حضرة ممثل رئيس الجمهورية وممثل رئيس مجلس الوزراء اصحاب المعالي، آل الفقيد الكرام، اسمحوا لي اولا ان انقل محبة وتعزية البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الذي يتضامن معنا الآن بمحبته وصلاته مع العائلة الكريمة. ولطالما كان صاحب الغبطة يكن للوزير جان عبيد كل احترام وتقدير لفكره وثقافته والاستنارة التي كان يتمتع بها الوزير المرحوم، وانا كراعي الابرشية كنت سبق والتقيت بالمرحوم هنا في الابرشية في طرابلس وكان بيننا كل محبة وود، وفي 8 من شباط غادرنا في قلب كورونا التي تعتبر محنة كونية اجتاحت العالم. وفي عشية عيد مار مارون حيث كنا مع اسلافنا المطارنة نجتمع ونقيم صلاة العيد مع المرحوم وكان دوما سعيدا ومشاركا بكل محبة، وكان دوما يلتقي مع الناس باي مناسبة وفي اي وقت، كان يفتخر بهذا الحضور  وبرسالة طرابلس وبرسالة لبنان”.
 
اضاف: حضورنا المسيحي في طرابلس الذي كان يعطي النكهة والصورة الحقيقة لها، هذه المدينة التي تتميز بهذا الحضور الذي يعكس صورة لبنان الاساسية وهوية لبنان التعددية بالوحدة، هوية لبنان المتنوع بعائلاته الروحية اديان متعددة  تلتقي على ارض واحدة وتجعل منها الوطن النهائي تخلق لبنان الذي كان يفتخر به المرحوم جان عبيد به وينتمي اليه”.
 
وتابع: “اليوم وبعد مرور سنة نستحضر روح النائب جان عبيد، ونسأل الرب ان يحمي لبنان وطرابلس والشمال وكل مواطن ومواطنة في لبنان وان نخافظ على هذه الايقونة الجميلة التي اسمها لبنان الغني بتنوعه، وفي هذا اليوم المجيد نذكر الابرار والقديسين، فنحن نسعى من خلال حياتنا الايمانية ومن خلال حضورنا الاجتماعي ان نلتقي بالاخر ونكتشفه. فهناك تماه بين الرب وبين الإنسان المتألم لذلك حياتنا الايمانية والمسعى الذي كان صديقنا جان يعيشه وكل انسان مؤمن بالرب يسعى كي يعيشه هو اللقاء مع الاخر المختلف عنا. والاخر هو الإنسان الكلمة صار جسدا وسكن بيننا فابصرنا مجده نحن نعبد الرب عندما نهتم بالانسان، عندما ينفتح قلبنا على هموم الآخرين ووجع الناس والامهم، نحن نلتقي مع الإنسان بكليته كعائلة انسانية نجتمع بروح الاخوة الانسانية وهذه هي العبادة الحق”.
 
وقال: “نحن بلبنان على كل المستويات امام المسؤوليات الاساسية وامام كل مسؤول في المجتمع وفي المؤسسات الدينية والاجتماعية والسياسية علينا ان نضع الإنسان في المحور في الركيزة فما هي حياة الانسان ان لم تكن سعيا صادقا للحفاظ على أخيه الإنسان ويصون كرامته بروح التواصل والانفتاح والمحبة المتجسدة بالرحمة والخير. صلاتنا اليوم كي يعي لبنان رسالته الروحية المتجسدة برسالته الانسانية ويكون الانسان ركيزة كل اهتمام وكل السياسات وكل التطلعات، كفى الإنسان اللبناني وجعا والما وانتهاكا لحقوقه وكرامته الانسانية”.
 
واستحضر مواقف الراحل عبيد قائلا: “لا للخوف من الاخر، ولكن للاسف اليوم هناك اديولوجيات لعينة فيها شر وحقد تزرع روح الخوف من الاخر. تسمى “اكسينوفوبيا” وفي السياسات والمجتمعات تصبح” اسلاموفوبيا” و”كريستيانوفوبيا” وهذا خطر كبير اليوم بمجتمعنا، انه شر كبير يشوه جمال الله والخليقة ويجرح الاخوة الإنسانية فالتنوع غنى، والاخر هو مصدر غنى فلا للانغلاق ولا للانعزال بل للانفتاح وهذا هو جان عبيد، لبنان المنفتح على الجميع لبنان الذي هو رمز الخوار والانفتاح والتفاعل مع الثقافات”.
 
اضاف: “ان الراحل عبيد كان انسانا يصلي ولديه علاقة شخصية مميزة بالرب وخاصة بسانت تيريز التي كانت راهبة منفتحة على حاجات الكنيسة والانسانية”.
 
وختم: “نطلب من الرب ان يرحم اخانا جان بملكوته السماوي ولا شك انه في عليائه من السماء يتابع صلاته لاجل عائلته التي حزنت ولكنها تفتخر بهذا الرجل الذي طبع تاريخ هذه العائلة بالمواهب التي سكبها الرب في قلبه يتطلع الى لبنان فليرقد اخانا الحبيب عبيد بسلام المسيح مع الرسل والشهداء والقديسين. وباسم صاحب الغبطة وباسمي واسم اصحاب المعالي والسعادة وكل الأصدقاء في الحفل السياسي والامني والتربوي والرعوي نعزي العائلة الكريمة والست لبنى وأولاده وعموم عائلات اشقائه وشقيقاته”.
 
بوحبيببدوره وزير الخارجية بو حبيب قال: “نلتقي اليوم في طرابلس، مدينة الرحابة على المتوسط وواحة التلاقي بين مآذنها وعلو اجراسها، في ارتقاء صوب السماء، كما أحبها الراحل الكبير جان عبيد، هو ذا فعل إيمانه بلبنان الواحد، وقد جسده انتماء بلغ به التماهي مع هذا الوطن الكبير المسؤوليات الملقاة عليه، وكان نائبا ووزيرا، ومرشحا دائما لرئاسة الجمهورية تقترع لأسمه القلوب ممن عرفوه، وخبروا فيه تلك الطينة الوطنية التي حباها القدير اياه كما لقلائل. تجالسه فإذا به تراه طالعا للتو من ريادة الكتب المطبوعة في اديرة لبنان، المترسملة بالمعرفة والمزدانة برائحة البخور طيبا وزهوا. وتسائله فإذا به المعي في الإفصاح عن الإسلام ينطق به حكما صافية مزدانا بمعرفة كيف يغزيها من غلة سنوات قضاها في التفكر في مشيئة الله الذي كان يتوخى رضاه في الحياة العامة والخاصة”. وتالع: “قيل فيه أنه احد حكماء العرب، وإذا بالعرب الذين بايعوه باللقلب وهو وزير خارجية لبنان يهتدون به إلى لبنان الاصالة الذي نعرف ونريد، لبنان العيش معا لبنان قارئ الغد العربي، مستشكفا مرساة نجاة العالم بالانفتاح والتلاقي. هو الذي ابى أن يكون الا صديقا للجميع ما أراد لنفسه الا جسرا للتلاقي بين الجميع، هم في خصام او شبه خصام وهو في حوار مستمر مع الجميع ، هو الآتي من عالم الصحافة عالم الكلمة والرسوخ فيها، ما توقف عنها كما قيل في مطلع السبعينات من القرن الماضي بل زادها جدوى اعتدال فيما انتهجه سياسيا حتى بات في مهمات كثيرة مرجعا وصاحب راي ومشورة.  وأردف: أيها الحضور الكريم… سنة انقضت على غيابه ولبنان يفتقد صدق وطنيته وسكينته التي طالما اغناها في سبيل تحصين لبنان الوطن والدولة، اليوم إذ نلتقي في ذكراه شرفني فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وكلفني تمثيله في هذه الذبيحة الإلهية لراحة نفسه، وتقديم احر تعازيه لزوجته وأبنائه وإخوانه ورفاق مسيرته، كما ولابناء طرابلس وزغرتا الزاوية والشمال ولعائلته الكبيرة في لبنان والعالم العربي، وقرر فخامته منح الفقيد الكبير وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط أكبر تقديرا لعطاءاته الوطنية ولما قدمه للبنان وزيرا ونائبا ورجل سياسة كبير، رحم الله الفقيد الكبير غاب عنا بالجسد لكن ذكراه باقية في القلوب والعقول”.  وفي ختام القداس سلم ممثل رئيس الجمهوريه الوزير ابو حبيب نجل الراحل سليمان وشاح الارز من رتبة ضابط اكبر.