قصة مؤثرة من العم ميشال صاحب أحد محلات شارع الحمرا (صورة)

14 فبراير 2022
قصة مؤثرة من العم ميشال صاحب أحد محلات شارع الحمرا (صورة)

من متجر الموسيقى الصغير الخاص به في شارع الحمرا في بيروت، شهد ميشال عيد، 88 عاماً، مراحل الصعود والهبوط لبلاده عبر انعكاساتها المتغيرة على هذا الشارع الشهير لأكثر من 60 عاماً.ويُعد شارع الحمرا مركز سحر بيروت في الستينات والسبعينات من القرن الماضي، حيث احتضن أهم دور السينما والمسارح في لبنان، والمقاهي التي يرتادها المثقفون والفنانون، والمتاجر التي تبيع أفضل العلامات التجارية العالمية، حسبما نقلت وكالة «أسوشييتد برس» للأنباء.

لكن تبدلت الأوضاع داخل الشارع حالياً، كحال كل الأشياء في البلد الذي تمزقه الأزمات وتلفّه من كل حدب وصوب، ويعصف به انهيار اقتصادي حاد منذ عام 2019 يعد الأسوأ منذ عقود.إذ انعكست تداعيات هذا الانهيار على إغلاق الكثير من متاجر في الشارع، وتراصٍّ اللاجئين السوريين واللبنانيين الفقراء على أرصفته للتسول، وانقطاع الكهرباء المستمر، وتراكم القمامة على أركان الأرصفة، كحال بقية شوارع العاصمة اللبنانية.

يتذكر عيد المَشاهد الصعبة التي عاشها الشارع التاريخي حين اندلعت الحرب الأهلية اللبنانية 1975 – 1990، عندما شهدت الحمرا قتال الميليشيات، والاغتيالات في مقاهيها، واجتياح القوات الإسرائيلية.قال: «لقد وصلنا إلى الحضيض، لم يكن هناك شيء بهذا السوء كما هو الحال الآن».ولم تستثنِ تداعيات الأزمة الاقتصادية نشاط عيد في متجره المخصص لبيع أسطوانات الموسيقى والساعات الإلكترونية وآلات الحاسبة، الذي انخفض بنسبة 75% إثر الأزمة الاقتصادية التي تعيشها بلاده.

بينما يعتقد ميشال عيد، الذي افتتح متجر الموسيقى الخاص به في الحمرا عام 1958، أنه سيغلقه عندما يتوقف عن العمل، على حد قوله.لكنه رغم هذه الصعوبات المعيشية والاقتصادية، لن يغادر هذا الشارع الذي كان شاهداً على التحولات التي مرت بها بلاده.قال: «شارع الحمرا هو الأكسجين الذي أتنفسه، حيث نشأت في شارع الحمرا وسأُنهي حياتي هنا».