نصرالله يغمز من قناة العهد

9 مارس 2022
نصرالله يغمز من قناة العهد


قبل اشهر قليلة من موعد الانتخابات النيابية المقبلة التي سيتحالف خلالها حزب الله والتيار الوطني الحر ،وفي موازاة التطورات الحاصلة في الاقليم والعالم والتي تتفاوت بين تسويات مرتقبة وحروب مفتوحة، مرر الامين العام لـ”حزب الله السيد حسن نصرالله الكثير من الرسائل السياسية للداخل اللبناني في كلمته امس.

ابرز  ما جاء في حديث نصرالله كان التذكير بالعروض الروسية المرتبطة بمصافي النفط في كل من الزهراني وطرابلس والذي اعطاه نصرالله معنى سياسي كبير لارتباطه بالكباش الاميركي-الروسي وبالسياسة الاميركية في لبنان.لكن توقيت حديث نصرالله في هذا الموضوع تحديدا له دلالات ومليء بالرسائل السياسية، اولها مرتبط بموسكو، اذ يحاول حزب الله منذ بداية الحرب الروسية الاوكرانية الظهور بمظهر المؤيد لموسكو اكثر من تأييد ايران لها، بمعنى انه تجاوز الحذر الايراني من تأييد الحرب الروسية ليطلق مواقف اكثر وضوحا. 

كما ان نصرالله اراد القول، وبعد الموقف اللبناني الرسمي الذي كان معارضا للخطوة الروسية ومنددا بها، ان حزب الله في مكان اخر، وانه جاهز للتصعيد في وجه الاميركيين من خلال الدفع بإتجاه قبول الدولة اللبنانية بإستثمارات نفطية روسية مع ما يعنيه ذلك في مثل هذه اللحظة السياسية الدولية.الرسالة الثانية هي لبيئة الحزب، في ما يبدو انه مقدمة لخطاب سياسي جديد يُظهر عجز الحزب عن تحقيق انجازات عملية من داخل الدولة والنظام، اذ حاول نصرالله تظهير اهمية العرض الروسي “الذي لا يُرفض” والذي لم تتجاوب معه الدولة اللبنانية ولم يستطع الحزب فرضه. اما الرسالة الثالثة فهي الى التيار الوطني الحر وعهد الرئيس ميشال عون، فبالرغم من ان كلام نصرالله كان تصعيدا في وجه الدولة عموما، ومن ضمنها الحكومة، لكن عمليا فإن التركيز كان على رئيس الجمهورية وتسميته والتوجه اليه، مما يدل على ان الحزب منزعج من اداء حليفه في الاستحقاقات الاخيرة… 

لا يرغب الحزب بأن يكون عاجزا بالكامل داخل السلطة، بالرغم من كون هذا العجز مريح نسبيا له على صعيد تسويق ادائه امام الرأي العام، لكنه في الوقت نفسه يجعل من خوضه معارك الحصول على الاكثرية النيابية  والحفاظ عليها ، او ايصال رئيس جمهورية، من دون اي معنى، لذلك فإن نصرالله فتح مجددا بابا واسعا للكباش الداخلي حول احد الملفات السياسية والحياتية في آن، والذي قد يكون له تبعات سياسية جدية.