أكد عضو المجلس المركزي في “حزب الله” الشيخ نبيل قاووق أن “في الانتخابات في أيار المقبل سيشهد العالم أجمع أن التحالفات الاستراتيجية لحزب الله العابرة للطوائف والمناطق هي تحالفات ثابتة وراسخة ومستمرة ومعززة”.
واشار في لقاء سياسي أقيم في مدينة النبطية بمشاركة شخصيات وفاعليات وأهالي المدينة، امس، ان “العالم كله يدرك أن أميركا والسعودية وعرب أميركا احتشدوا لكسر ظهر المقاومة، فإذا بالمقاومة تكسر إرادتهم وهيبتهم وصورتهم وسطوتهم وتزداد قوة وحضورا شعبيا وعسكريا وسياسيا”.
ورأى أن “اللبناني الذي يتطلع إلى الانتخابات هو الآن أمام مسارين ومشروعين، الأول يريد وقف الانهيار وإنقاذ البلد، وحماية لبنان من الحرمان والعدوان، وفي مقدمة هذا المشروع يقف حزب الله، أما المشروع الآخر فهو يريد أن يوظف ويعمق الأزمات، بل يفتعلها ويفجرها ويجر لبنان إلى الفتنة، هذا مشروع أدوات السفارات”، ولفت إلى أن أصحاب هذا المشروع راهنوا من خلال حملات التحريض على ان ندخل إلى الإنتخابات من دون حلفائنا وفشلوا”.
بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، فإن حزب الله وحلفاءه يمسكون منذ العام 2019 أقله، اي منذ استقالة الرئيس سعد الحريري عقب ثورة 17 تشرين، بمقاليد الحكم في البلاد، هم يملكون الغالبية في مجلس النواب، كما انهم شكّلوا حكومة من لون واحد برئاسة حسان دياب، قبل ان يؤلفوا منذ اشهر حكومة برئاسة نجيب ميقاتي، لديهم داخلها ايضا اكثرية مريحة. والى تحكّمهم بمجلسي النواب والوزراء، هم أوصلوا مرشّحهم الاول والاساس الى قصر بعبدا، رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.
من هنا، فإن حديث قاووق عن مشروع فريقه الانتخابي “الانقاذي والذي يوقف الانهيار”، مشكوك فيه، كون حكوماتهم هي مَن توالت على الحكم خلال فترة الانهيار، ولم تتمكّن لا من ايقافه ولا حتى من إدارته او تخفيف وطأته، بل فاقمته.
هذا يعني ايضا ان الحزب كانت لديه فرصة، الا انه لم يغتنمها لتقديم نموذج ناجح عن الانقاذ فيتشجّع اللبنانيون للتصويت له من جديد.. فبأيّة “برودة اعصاب” يلخّص قاووق مشروعه بهذه العناوين؟!
المصادر تتوقف عند شق آخر من مواقف قاووق، الذي يشير فيها الى ان ثمة مشروعين يتنافسان في الانتخابات: الاول بقيادته والثاني يوصّفه هو بـ”أدوات السفارات”.
لن نرد على تهمة التخوين التي يلصقها الحزب بكل خصومه، فثمة ما هو أهمّ. اذ ان المصادر تؤكد ان كل التباينات التي ظهرت في المرحلة الماضية بين حزب الله وحليفه الاول التيار الوطني الحر، يتبيّن انها “واهية”، وان حلفهما لا يزال صلبا متينا، بما أن “البرتقالي” مستمرّ في تقديم الغطاء لسلاح الحزب، وهذا الاساس في رأي الضاحية، وكل الباقي “تفاصيل”.
عليه، تختم المصادر: على اللبنانيين كما قال قاووق الاختيار في ايار بين مشروع “الحزب” وحلفائه، وبين الخيار البديل المنادي بالدولة والسيادة والجيش الواحد، لا بمطالب الاميركيين.
وسيكون لخيارهما انعكاسات كبيرة على مستقبل لبنان ومستقبلهم المالي والاستراتيجي والسياسي والسيادي والدبلوماسي…