المجلس ينزع السواتر

24 مايو 2022
المجلس ينزع السواتر


بعد أكثر من عامين على رفع “جدار العزل” قرب مجلس النواب بدأت امس عملية رفع الإجراءات وإزالة البلوكات الإسمنتية عن محيط المجلس النيابي بحضور ومواكبة وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي بعدما أعلن المكتب الاعلامي للرئيس نبيه بري انه اوعز بإنجاز رفع الإجراءات وتخفيف التدابير التي كانت متخذة سابقاً حول المجلس قبل إنعقاد الجلسة النيابية المقبلة.

وفي هذا الاطار كتبت” نداء الوطن”: إنه بيت الشعب فلا أسوار تعلو بين نواب الأمة والمواطنين”… على وقع هذه التغريدة التي أرفقها النائب الياس جرادي بصورة لكاريكاتور “نداء الوطن” بريشة الزميل إيلي خوري التي تحاكي هدم جدار العار المحيط بساحة النجمة بأيادي أبناء الثورة عقب صدور نتائج الانتخابات النيابية، دشّن جرادي عملياً أولى خطوات نواب الثورة باتجاه المجلس الجديد بالتشديد على وجوب “إزالة جميع السواتر والحواجز التي تعيق وتمنع دخول الناس إلى ساحة النجمة قبل دعوة النواب إلى أي جلسة”، واضعاً بذلك “رئيس السنّ” نبيه بري على محك الاختبار الأول في مواجهة رياح التغيير البرلمانية. فما كان من بري بحنكته المعهودة، إلا أن اقتنص المبادرة فأوعز بإنجاز “رفع الإجراءات وتخفيف التدابير المتخذة حول المجلس النيابي قبل انعقاد الجلسة النيابية” المرتقبة لانتخاب رئيس المجلس ونائبه، ليسارع وزير الداخلية بسام مولوي إلى مواكبة الحدث ميدانياً مؤكداً من أمام ساحة النجمة أنّ “من كان يتظاهر هنا أصبح داخل المجلس ونحن هنا لننفذ ما يريده الناس”…وسرعان ما تداعى نواب التغيير إلى المكان لمعاينة عملية رفع البلوكات الإسمنتية وإسقاط “جدار العزل” بعدما نجحت ثورة 17 تشرين في دكّ “حصون” السلطة في صناديق 15 أيار، ليطأ نوابها أمس ساحة النجمة لأول مرة على وقع هتافات “ثورة ثورة” و”ليسقط حكم الأزعر” التي ردّدها المتجمهرون على مسامع حرس المجلس، مؤكدين الجهوزية والاستعداد للعودة إلى الشارع والتصدي لأي ممارسات قمعية متجددة على قاعدة: إن عدتُم عدنا!وفي هذا السياق، لم يُخفِ كل من النواب ياسين ياسين ومارك ضو ونجاة صليبا عون ووضاح صادق تأثرهم باللحظة التاريخية التي تجسدت بعبورهم من خلف الجدار إلى ساحة النجمة، حيث جالوا في الساحة ودخل بعضهم إلى حرم المجلس لتفقده، معربين للإعلاميين الذي رافقوهم في الجولة عن اعتزازهم بهذا “الانتصار الجديد الذي حققته الثورة” مع التشديد على أنّ أبواب مجلس النواب لم تُفتح أمامهم بل أمام من يمثلونهم من الناس… و”يلّي بآمن ببلدو بيقدر يستردّوا”!