بعيدا عن السياسية… هل أصبح الافتخار بجوليا “خطيئة”!؟

6 يونيو 2022
بعيدا عن السياسية… هل أصبح الافتخار بجوليا “خطيئة”!؟


وآخر ابداعات بعض هذا الذباب وانجازاته هو التعليق المباشر او غير المباشر على ما اورده النائب طوني فرنجية ضمن لقاء صحافي أشار فيه ان واحدا من الأسباب التي أدت الى انتخابه النائب الياس بو صعب نائبا لرئيس مجلس النواب هو انه متزوج من الفنانة اللبنانية جوليا بطرس.
وفي هذا الاطار وبعيدا عن تفصيل ما قاله النائب فرنجية وعن قراءة المحتوى العام لمضمون كلامه الذي من المرجح ان يكون ذكر السيدة جوليا فيه، جاء من باب الاحترام الشديد لها وللفن الملتزم الذي تجسده كما من باب اعطاء شيء من الروح والسلاسة للحديث الصحافي المذكور،
وبعيدا أيضا عن الدفاع عن النائب فرنجية وكلامه، لا بد من التساؤل عن سلم القيم اللبنانية والاعراف المتبعة في هذا البلد، ولا بد ايضا من التساؤل عما اذا كان اشتداد الازمة الاقتصادية والاجتماعية والحياتية والمعيشية الحالية مبررا لامكانية الانزلاق والابتعاد عن الأخلاقيات والعادات والتقاليد اللبنانية.من هنا لابد من التذكير او من استعراض ما ترمز اليه الفنانية جوليا التي عبر مسار طويل لها ولعائلتها بشكل عام في عالم الاغنية والشعر واللحن والموسيقى اللبنانية استطاعت من ان تضيف وتغني المكتبة الموسيقية اللبنانية والعربية أيضا.
فجوليا وبكل بساطة رمز للفتاة اللبنانية التي تعرف كيف تحقق أحلامها، اذ انها ومنذ صباها، اختارت مسارها الفني وخاضته بنجاح ما أكسبها شعبية واسعة دون ان تضطر للجوء الى اي أسلوب من أساليب الفن الهابط الذي أرهق الأغنية اللبنانية واتعب سمع المواطن.
كما ان جوليا عبر تأديتها الأغنية الوطنية، استطاعت ان تكمل مسيرة الكبار من الفنانين اللبنانيين، اذ تحول صوتها الى مرادف للأرض والتراب والبيوت والعيون الطامحة الى وطن يتسع لجميع أبنائه.
وجوليا التي توجهت في بعض أغنياتها الوطنية الى جزء من اللبنانيين أكثر من سواهم، بقيت متمسكة بغناء الفكرة والقيم والمبادىء وابتعدت عن الغناء من أجل الأشخاص او الاحزاب والتيارات، لذلك تجد انه من النادر جدا ان تغيب أغنياتها عن اي مهرجان وطني واعتصام او انتفاضة او ثورة او اي لقاء يراد منه التعبير عن الوطنية والانتماء الى بلاد الأرز بمختلف تفاصيلها.ودون شك، أجادت جدا الفنانية جوليا عندما قدمت الاغنيات العاطفية التي فيها الكثير من الحب والحنان والتعلق بمفاصل الحياة الجميلة، ولن نغوص اكثر في هذا المجال، اذ ان الهدف هو ليس تقييم والتعليق على صوت واداء ومسيرة صاحبة “يا ثوار الأرض”.لكن ما نريد ان نغوص فيه أكثر وان نعلق عليه أيضا، هو جوليا بصفتها سيدة لبنانية وزوجة وأما لعدد من الاولاد، استطاعت في آن معا ان تحافظ على مهنتها وتميزها بها، كما استطاعت ان تبني عائلتها وتصونها برموش عيونها شأنها شأن اي امرأة لبنانية، وهذا لوحده كافيا لان تكون جوليا وكل امرأة لبنانية محط افتخار وتقدير من الواجب التعبير عنه في المقابلات واللقاءات والساحات والصالونات وكل الاماكن.