معادلة لبنانية جديدة: التزامن بين الترسيم والتنقيب

5 أغسطس 2022
معادلة لبنانية جديدة: التزامن بين الترسيم والتنقيب


كتب جورج شاهين في” الجمهورية”: بعد انتهاء زيارة الوسيط الاميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية عاموس هوكشتاين لبيروت لن يتوقف الحديث عند حجم الفجوة الخاصة بالجزء الجنوبي من حقل قانا ولا تحوير الخط المباشر المؤدي الى النقطة 23 على حدود البلوكين 9 و8، وسينتقل الحديث الى ما بعد هذه المرحلة التي أنجزت مبدئياً للبحث في الضمانات المطلوبة على قاعدة إصرار لبنان على «التزامن بين الترسيم والتنقيب». وعليه، ما الذي تعنيه هذه المعادلة الجديدة؟

نشأت المعادلة اللبنانية الجديدة، والتي قالت بـ»التزامن بين الترسيم والتنقيب»، وهي التي حازت على قسم كبير من المناقشات في مختلف محطات هوكشتاين اللبنانية حتى في الاجتماع الموسّع حيث تظهر موقف لبنان كاملا وواضحا. وبرّر الجانب اللبناني نظريته بعدم القدرة على الإقرار النهائي بالحقوق الاسرائيلية وعدم ضمان حق لبنان في المراحل المقبلة وصولاً الى اتفاق متوازن لا يعطي اسرائيل الحق بالتفوّق نفطياً ويبقي المنطقة على فوهة بركان ان لم تتجدد التعهدات الدولية والأميركية خصوصاً لتسمح للشركات الدولية بالانخراط في اعمال الاستكشاف والتنقيب ضمن مهلة معقولة وليكون اي تفاهم متوازناً قدر الإمكان.

على هذه الخلفيات اضطر هوكشتاين الى الحديث عن آلية جديدة عليه ابتداعها طالما انه يصرّ على صفة «الوسيط المسهّل والنزيه» ولا بد من اعطائه الوقت الكافي للتوصل اليها الى ان تحظى بموافقة الطرفين لترعى التفاهم على التعديلات التي اقترحاها، وضمان الظروف التي تحقق مطالب لبنان المتخوّف من الضغوط الدولية والاسرائيلية ولا يضطر مرة أخرى للعودة الى احياء البحث في الخط 29 فهو على الرف ولم يحفظ في الأدراج إن أقفلت وسائط الحوار. خصوصاً ان الخطوات البديلة قد أطلّت بقرنها من خلال المسيّرات وإمكان استخدام اي صاروخ وهو ما يؤدي حتماً الى «خطوة عسكرية» لا يستطيع لبنان تقديم اي ضمان بعدم تطورها، بعدما تبرّأ من الخطوتين معاً وبما يمكن ان يستجرّه اي إجراء يتخذه «حزب الله»، خصوصاً ان وضعه في إطار المواجهة الاقليمية والدولية بين محورين لا دخل للبنان الرسمي في أيّ منهما.

وانطلاقاً من هذه المعادلة اللبنانية الجديدة تتوقع المراجع الديبلوماسية ان تتشعّب مهمة هوكشتاين في المرحلة المقبلة، فزيارته المباشرة إلى إسرائيل لتقديم العروض اللبنانية الجديدة لا تنهي المشكلة وسيكون عليه ان يدخل بلاده في عملية التفاوض من زاوية أخرى. فالضمانات المطلوبة من لبنان لا توفرها الحكومة الإسرائيلية وحدها، وسيكون على الإدارة الأميركية ان تنغمس أكثر في مهمة هوكشتاين الذي تعهّد بتوفير الضمانات الكافية للبنان ان ارادت حقا ان تقفل هذا الملف.