كتب الان سركيس في” نداء الوطن”:باغتت إنتفاضة 17 تشرين 2019 «التيار العوني» وكانت إنتخابات 2022 الضربة القاضية لنظرية التيار الأقوى مسيحياً، إذ فاز بـ17 نائباً بعدما منحه حلفاؤه الشيعة والدروز والسنّة نحو 8 نواب، في حين خرج فرنجية مهزوماً حتى في زغرتا التي فاز فيها تيار «المردة» بمقعد واحد لنائب واحد هو نجله طوني، في حين حلّت «القوات اللبنانية» بالمرتبة الأولى من حيث عدد الأصوات التي حصدتها وكتلتها التي وصلت إلى 19 نائباً.وأمام كل هذه الوقائع، لم يعد باسيل قادراً على استعمال سلاح عمّه عون والقول لا يمكن إنتخاب رئيس من دون التيار الأكبر مسيحياً لأن حجم عدد النواب الذي حققه لا يعكس حقيقة التمثيل في الشارع المسيحي. وإذا كان هذا الواقع هو حقيقة راسخة، إلا أن باسيل قادر على الإستقواء على فرنجية فقط، لأسباب عدّة أبرزها أن فرنجية يحتاج إلى غطاء مسيحي لأن لا كتلة نيابية لديه ولا يستطيع أن يصل إلى بعبدا من دون موافقة «القوات» أو باسيل.ومن جهة ثانية، فإن «حزب الله» غير قادر على تحمّل مشكل مع باسيل في هذه الظروف الحرجة خصوصاً وأن باسيل يقول لـ»الحزب» إنه وُضع تحت «نير» العقوبات الأميركية بسبب دعمه الدائم لسياسات «الحزب».وبعد تكاثر التحليلات الرئاسية، تبدو حظوظ باسيل معدومة ولا يستطيع القتال تحت شعار «إستعادة حقوق المسيحيين» لأن هذا الشعار أثبت فراغه، في حين أن الأغلبية النيابية المسيحية باتت لدى «القوات» و»الكتائب» وحركة «الإستقلال» والنواب المستقلين والتغييريين، في حين أن حلفاء «حزب الله» المسيحيين يعدّون فقط 23 نائباً مسيحياً في حين أن هناك 41 نائباً مسيحياً في الضفة المقابلة، لذلك يبقى رهان حلفاء «حزب الله» على عضلات «الحزب» وإبقاء الوضع الإقليمي كما هو بينما سيواصل باسيل ابتزاز فرنجية كما فعل في اطلالاته الأخيرة لتحقيق أكبر قدر من المكاسب.