أمن لبنان في الميزان ومراقبة خارجية “لهذه الجهة”

9 أغسطس 2022
أمن لبنان في الميزان ومراقبة خارجية “لهذه الجهة”


يمكن القول إن لبنان تجاوز قطوعا خطيرا عند اندلاع أحداث غزة، ذلك أن أمنه كان على المحك في ظل شعار وحدة الجبهات او وحدة الساحات في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي، المرفوع من قبل فصائل محور المقاومة.

على مدى الايام الماضية، كادت المواجهة العسكرية أن تتدحرج بشكل دراماتيكي، حيث وجدتها إسرائيل فرصة سانحة لاستهداف قطاع غزة وأهدافها تتلخص بفصل “حركة الجهاد الاسلامي”عن “حركة حماس” عن طريق الاستفراد العسكري.
في المقابل بلغت تصريحات الحرس الثوري الايراني حدا غير مسبوق لناحية التهديد بعصا حزب الله والتدخل عسكريا لتسديد ضربة قاصمة للعدو الاسرائيلي.بعيدا عن الوساطة المصرية في ابرام إتفاق وقف إطلاق النار، لا بد من التأمل قليلا بكيفية التعامل مع تطورات المنطقة خصوصا في ظل الواقع اللبناني المأزوم ، حيث تفضي معظم الآراء إلى استنتاح مفاده عدم قدرة لبنان على تحمّل اعباء اي تصعيد عسكري، وأن حزب الله وسواه يدركون ذلك جيدا.

المعطيات الميدانية أشارت إلى عملية ضبط كاملة للوضع في الجنوب لجأ إليها حزب الله وتحديدا في مخيمي الرشيدية والبرج الشمالي الفلسطينيين ، كونهما الأقرب إلى الحدود الجنوبية ، خوفا من  طابور خامس قد يلجأ إلى إطلاق صواريخ ما يودي بالجبهة إلى حافة المواجهة.التبربرات الأولية ،لعدم التصعيد العسكري انطلاقا من لبنان تتعلق  بضرورة التريث إزاء اي تطور على جبهة الجنوب عطفا على مسار مفاوضات الترسيم البحري اولا، وتزامن أحداث غزة مع احياء ذكرى عاشوراء التي يشارك فيها مئات آلاف من الشيعة اللبنانيين ،مما يوجب التعامل بحذر بالغ مع الوضع والتحسّب لكل الاحتمالات.بغض النظر عن تلك الحسابات، تؤكد مصادر متابعة أن أحداث غزة كانت قيد الرصد لدى أكثر من جهة أمنية غربية، ليس لتقدير نيّة حزب الله على التدخل وفتح الجبهة الجنوبية، بقدر تقدير حجم وقدرات حركة حماس التي باتت لها الكلمة العليا في مخيمات لبنان،بعدما كانت حركة فتح رائدة الحوار الفلسطيني في لبنان.
فمن وجهة نظر أمنية، باتت الحركة تمتلك ترسانة عسكرية لا يستهان فيها لناحية الصواريخ المركّزة، وتستند الى قدرات قتالية جراء تدريب حزب الله المحترف والمتقن، هذا الامر يعني الكثير في الميزان الإمني بالنسبة الى لبنان اولا ، ومن ثم لناحية وجهة الصراع مع إسرائيل. وترى بعض الاوساط المتابعة بأن هذا الأمر يستلزم اليقظة والتنبه لمطلق مغامرات لا تحمد عقباها في المستقبل.