إيجابيات ونقاط تحتاج إلى علاج

10 سبتمبر 2022
إيجابيات ونقاط تحتاج إلى علاج


خطفت زيارة الوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود اموس هوكشتاين إلى بيروت ولقاءاته وتصريحاته الأضواء المحليّة وسط تضارب وتناقض في المعطيات والمعلومات حول نتائج جولته وما تضمّنته من رسائل ومقترحات وردود،

وفي هذا السياق كتبت “الاخبار” :انتهت زيارة الوسيط الأميركي عاموس هوكشتين السريعة إلى بيروت بنتيجة واحدة: ثمة نقطة نزاع تحتاج إلى علاج حتى تسير الأمور نحو اتفاق سريع. ومع التدقيق تبين أن الأمر يتعلق بتثبيت «الخط الأزرق البحري» المعبر عنه بشريط العوامات القائم في البحر قبالة ساحلي لبنان وفلسطين المحتلة. وهو الخط الذي قال هوكشتين إن إسرائيل لا يمكنها «التهاون فيه لأسباب أمنية»، واعداً بأن يرسل للبنان الإحداثيات خلال أيام قليلة.
ومع أن المصادر الرسمية والمشاركة في الاجتماعات أشارت إلى «إيجابية وتقدم»، وأشارت إلى أن الوسيط الأميركي أظهر وجود استجابة لمطالب لبنان وأن حكومته تريد إنجاز الأمر خلال ثلاثة أسابيع، لكن الحذر أطل برأسه بعدما تبين أن الولايات المتحدة تعرب عن شكوك في إمكانية التوصل إلى اتفاق في حال لم يستجب لبنان للمطالب الإسرائيلية الخاصة بالخط الأزرق البحري، خصوصاً أن غالبية سياسية ابدت تخوفها من مناورة إسرائيلية تستهدف التطرق إلى نقطة على الحدود البرية من شأنها التفريط بمزيد من الحقوق اللبنانية.
مصادر سياسية مطلعة اوضحت لـ “اللواء” أن الوسيط الأميركي أشار إلى وجود استيضاحات من الجانب الإسرائيلي تتصل بالخط البحري قبل حقل قانا أو ما يعرف بال B1 وماذا سيفعل به لبنان ، ولفتت إلى أن تشاورا بين الرؤساء الثلاثة سيجري حول هذه المسألة .
وقالت أن لا تعديلات تطال الخط ٢٣ وحقل قانا.
وكشفت ان الوسيط الأميركي ابلغ المسؤولين اللبنانيين أن شركة توتال ستبدأ بالتنقيب في الحدود اللبنانية عندما يحصل اتفاق.
وأكدت أن هوكشتاين تمنى الحصول على الجواب قبل دخول لبنان في مرحلة الانتخابات الرئاسية كما أكد أن إسرائيل لها مصلحة في الأستعجال في الترسيم، مطمئنا بانه سيصار إلى الوصول إلى نتيجة.
أما ما يحكى عن تأجيل الترسيم إلى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية، فاكتفت المصادر بالقول أن هناك سعيا للحصول على الاتفاق سريعا.
وتلتقي مصادر المعلومات على ان لا شيء خطياً حمله معه الوسيط هوكشتاين، لكن وفقا لابوصعب، فإنه خلال الأسبوع المقبل، سيُقدّم هوكشتاين تصوراً خطياً ومكتوباً للإتفاق بعد تحديد الإحداثيات المُرتبطة بتلك الأجهزة العائمة، وعندها سيُبنى على الشيء مقتضاه».
على هذه النتائج الموصوفة «بالإيجابية»، والتقدم في مسار ترسيم الحدود أنهى هوكشتاين زيارته الى لبنان امس، بعدما التقى الرؤساء الثلاثة، في زيارة استمرت نحو ست ساعات، نقل خلالها حسب معلومات «اللواء» اسئلة واستفسارات اسرائيلية حول كيفية ترسيم الحدود انطلاقاً من الخط 23، وطلب تطمينات وضمانات معينة وعد لبنان بدرسها ورد الجواب.
واشارت مصادر ديبلوماسية إلى ان هوكشتاين اعطى انطباعا بأن الجانب الاسرائيلي لم يرفض الاقتراحات اللبنانية المتعلقة باعتماد الخط٢٣،مع تخصيص كامل حقل قانا للبنان، مقابل حقل كاريش لإسرائيل، بالرغم من بعض الملاحظات الجانبية التي اثارها الجانب الاسرائيلي مطالبا بمساحة محصورة جدا، لتمرير كابلات وماشابه، وماتزال هذه النقطة موضع خلاف ، بسبب رفض لبنان الموافقة عليها.الا ان الملفت بزيارة اوكشتاين، استنادا للمصادر المذكورة طرحه طلبا إسرائيليا، يتعلق بترسيم النقطة الساحلية على الحدود اللبنانية الجنوببة مع أسرائيل، على أن تكون النقطة المسماة» B21» وتضم الجزء الجنوبي من منطقة الناقورة من ضمن الحدود الدولية، اي ضمن الحدود الدولية التابعة لإسرائيل، الامر ألذي اثار استغراب الرؤساء، باعتبار ان النقطة المذكورة هي من ضمن الاراضي اللبنانية، وهي ليست موضع تفاوض اطلاقا لانها تقع داخل الاراضي اللبنانية، واعتمادها نقطة جديدة للترسيم، يعني اعادة ترسيم المناطق المتنازع عليها، في تلال العرقوب ومزارع شبعا وانتزاع مساحات من الاراضي اللبنانية لصالح إسرائيل، وهو ما يرفضه لبنان كليا في حين تؤكد مصادر اليونفيل انها أنجزت تحديد اكثر من مايتين وسبعين نقطة في اطار مهمة ترسيم الحدود البرية، ولم يتبق الا عدد قليل من النقاط لتحديدها.
ولاحظت المصادر ان هوكشتاين ألذي حمل الاقتراح الاسرائيلي، الى المسؤولين اللبنانيين، لم يبدُ عليه انه متمسك به، بل نقله من الجانب الاسرائيلي الذي يسعى من وراء هذا الطرح تأخير التوقيع على اتفاق ترسيم الحدود البحرية الذي اصبح منجزا بشكل نهائي، ريثما تجري الانتخابات النيابية في إسرائيل، في حين علم ان الوسيط الاميريكي الذي كان يمضي إجازته الصيفية في إحدى الجزر اليونانية، التقى مسؤول لبناني مكلف بملف الترسيم، ووضعه باجواء زيارته لإسرائيل وحصيلة المحادثات التي توصل اليها.
وحسب بعض المعلومات فإن المسؤول اللبناني طلب من هوكشتاين،تسريع الخطى للتوقيع على الاتفاق نهائيا، في اقرب وقت ممكن وقبل نهاية ولاية الرئيس ميشال عون، لكي تحتسب من إنجازات اونجاحات الرئيس ميشال عون، الا ان الوسيط الاميركي ابلغه،ان إتمام الترتيبات النهائية لانجاز الاتفاق، تتطلب مزيدا من الوقت.واشارت مصادر مقربة من قصر بعبدا ل”الديار” الى انه خلال الاجتماع الذي حصل بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والوسيط الاميركي آموس هوكشتاين تم عرض نتائج الاتصالات التي قام بها مع الجانب الاسرائيلي في ضوء الملاحظات التي استمع لها في اخر زيارة له في لبنان. كما عرض الاتصالات التي قام بها مع المسؤولين في شركة توتال ومع الجانب الفرنسي. واضافت المصادر انه بالنسبة للمفاوضات، لا يزال لبنان موقفه واضح وهو التمسك بخط 23 وحقل قانا وعليه قال هوكشتاين بان لبنان سيكون له ما يريد في ملف ترسيم الحدود البحرية علما ان هناك بعض النقاط الذي يريد ان يستوضحها بهدف التوصل الى صورة شاملة في ما يتعلق بوضع حقل قانا الذي سيحصل عليه لبنان كاملا وبالاتفاق الذي سيبرم مع العدو الاسرائيلي بشكل غير مباشر عبر الولايات المتحدة. ولفتت المصادر الى ان هوكشتاين اعطى اجواء ايجابية قائلا انه اذا تم التفاهم على بعض النقاط العالقة المتعلقة بخط 23 عندها سيوقع الاتفاق خلال فترة وجيزة. اضف على ذلك، اعرب الوسيط الاميركي عن ارتياحه ازاء حصيلة الاجتماعات التي عقدت مع شركة توتال التي ستباشر في التنقيب في الحقول اللبنانية فور الوصول الى اتفاق في ملف الترسيم البحري. الى جانب ذلك، كشفت المصادر المقربة من قصر بعبدا ان هوكشتاين رأى انه من الضروري ابرام اتفاق في ترسيم الحدود البحرية وهنا استمع الجانب اللبناني الى ملاحظات الوسيط الاميركي والافكار التي طرحها حيث قال الرئيس عون انه سيتم درس هذه الملاحظات ليتخذ لبنان الرسمي لاحقا موقفا موحدا حيال هذا الموضوع.ونقلت “البناء” عن مصادر ان هوكشتاين جال على المسؤولين من دون أن يقدّم أي مقترحات جديدة أو حلٍ نهائيّ أو مسودة لاتفاق ترسيم الحدود.ولفتت الى أن الوسيط الأميركي طرح على المسؤولين اللبنانيين استفسارات إسرائيلية عن آلية ترسيم الحدود انطلاقاً من الخط 23 لكن الجانب الاسرائيلي طالب بضمانات حول سلامة الترسيم ودقته حتى لا يحصل تداخل او إشكالات خلال الترسيم.