حسم جبران باسيل عدم ترشحه للانتخابات الرئاسية. جمع تكتل “لبنان القوي” مع المجلس السياسي لـ”التيار الوطني الحر” وهيئته السياسية في خلوة “رئاسية” في البترون. كأنه أراد، ولو بطريقة غير مباشرة، ان يسلم بالأمر الواقع وان يقنع الكوادر بعدم ترشحه، وان يكون احد صانعي الرئيس العتيد، علماً انه اكد على حيثية التمثيل. أعدّ برنامجاً رئاسياً ليكون الاساس لأي مرشح للانطلاق منه والوصول الى قصر بعبدا وعرضه أمام الاعضاء، لكن ليس له، بل لأي مرشح يبحث عن أصوات التكتل ليتبناه ويدعمه على أساسه. قدّم برنامجاً او رؤية لأي طامح رئاسي يفاوضه على الأصوات، يكون ممراً إلزامياً الى بعبدا، حتى لو كان من احد صفوف “التيار” فيكون برنامج عمله للمرحلة المقبلة.
Advertisement
كثر من ينتمون الى “التيار” هم مرشحون طبيعيون للرئاسة، لكن هل يقبل باسيل بأحدٍ منهم؟ يشكّ كثيرون في الامر. هو في الاصل لم يكن يريد الياس بو صعب نائباً لرئيس مجلس النواب، ولم يكن يريد ان يكون احد من نوابه في عداد هيئة مكتب المجلس، ولم يكن يريد أن يترأس احدهم اي لجنة نيابية حتى لو كانت لجنة المال والموازنة. وهو يمتعض من اي زيارة يقوم بها أحد نوابه الى اي مرجعية، فكم بالحري امكان وصول أحدهم الى رئاسة الجمهورية؟
وتضمنت الخلوة في جانب منها، اعادة تنظيم هيكلية “التيار” واعادة تفعيله، تبدأ بانتخابات المجلس السياسي واجراء تعيينات جديدة للمجلس التنفيذي ومنسقي الاقضية الذين غالباً ما يكونون اصحاب ولاء مطلق له، وذلك بعد خروج الرئيس ميشال عون من قصر بعبدا ودخوله في مرحلة جديدة، خصوصاً بعد النكسة التي مني بها في الانتخابات النيابية رغم حصوله على ١٩ نائباً، اذ ان الاحصاءات تشير الى تراجعه في أصوات المقترعين المسيحيين. فلولا التحالف مع “حزب الله” وحلفائه لما كان “التيار” ليحصل على هذا العدد من النواب، ولما كان حقق في قوته الذاتية أكثر من ١٢ نائباً.
ويشير مراقبون الى ان باسيل يطمح من خلال وضع هذه الخطة لبسط كامل سيطرته على “التيار” ومفاصله هذه المرة من الرابية حيث المقرّ القديم – الجديد للمؤسس الرئيس عون، بعدما كانت من بعبدا، وبمباركة من عون نفسه. فهل تلتقي حسابات الحقل مع حسابات البيدر؟