تواصل الاهتمام الداخلي بتقصي المعطيات حول القمة الأميركية الفرنسية في واشنطن وما طاول لبنان منها .
وأفادت مراسلة “النهار” في باريس رندة تقي الدين التي رافقت الوفد الفرنسي الى واشنطن ان استقبال الرئيس جو بايدن لضيفه الفرنسي ايمانويل ماكرون في الزيارة الدولة الأولى لضيف اجنبي الى واشنطن اظهر ودا وحرارة في الاستقبال قلما شهدها رئيس فرنسي في اميركا . وسبب ذلك يعود الى ان بايدن يحتاج الى فرنسا الركن الأساسي مع المانيا في أوروبا في مواجهته مع الزعيم الروسي فلاديمير بوتين رغم التباين في تأثير هذه الحرب على أوروبا . وكما ان بايدن يعول على دور فرنسا في اوروبا بالنسبة لهذه الحرب فانه يؤيد بعض الملفات العديدة للشرق الاوسط لضيفه الفرنسي . وكان ذلك واضحا في تهنئة بايدن لماكرون بالجهود التي بذلها لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل ولو ان ماكرون رد قائلا ان أساس الجهود كانت اميركية . وأكدت مصادر دبلوماسية أميركية ل “النهار” ان الجهود الفرنسية كانت أساسية مع شركة توتال اينيرجي وليس صحيحا كما تردد في بعض الأوساط ان النائب جبران باسيل لعب دورا في ترسيم الحدود او انه التقى او تحدث مع اموس هوكشتاين بل كانت المفاوضات عبر قنوات أخرى . كما ان هناك توافقا تاما بين الموقفين الفرنسي والاميركي على ضرورة اجراء انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة بأسرع وقت لتنفيذ الإصلاحات المطلوبة من صندوق النقد الدولي والا لن يبقى شيء من البلد . وقد يكرر ذلك الرئيس ماكرون خلال زيارته السريعة المرتقبة للبنان في ٢٢ كانون الأول الحالي بعد عقده اجتماع بغداد ٢ في عمان لقوى المنطقة الذي سيحضره الإيرانيون ورئيس الحكومة العراقي ومسؤولون سعوديون وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ابلغ ماكرون موافقته على مشاركة السعودية في هذا الاجتماع . ودعمت الولايات المتحدة مبادرة ماكرون لهذا الاجتماع الذي بعد انتهائه ينتقل ماكرون الى لبنان لمعايدة القوة الفرنسية في اليونيفيل والقاء خطاب يتضمن رسالة الى اللبنانيين لحضهم على انتخاب رئيس .
ونقلت “النهار” عن مصادر ديبلوماسية عديدة ان الإدارة الاميركية كما فرنسا تؤيدان ضرورة حض اللبنانيين على انتخاب رئيس وان الادارة الاميركية تؤيد انتخاب قائد الجيش جوزف عون رئيسا علما ان مصادر أخرى تقول ان الادارة لن تعارض انتخاب رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية اذا كان هناك توافق عليه من اللبنانيين . الا ان بايدن وماكرون لم يدخلا في الأسماء التي هي موضوع محادثات بين ديبلوماسيي البلدين والإدارة الاميركية تدعم الجهود الفرنسية في هذا الملف كما انه لم يصدر الا القليل من المواقف علنا حول الشرق الأوسط بين الرئيسين .
قالت مصادر ديبلوماسية رفيعة المستوى لـ «الديار» انه تم التطرق في قمة بايدن-ماكرون الى ملف لبنان من باب الترسيم للحدود البحرية، وهذا يعني انه عندما تضغط واشنطن في ملف معين ، فالامور تندفع نحو حلول موضوعية. انما الجهود الاميركية التي وضعت من اجل الترسيم لم توضع بالوتيرة ذاتها من اجل الاستحقاق الرئاسي اللبناني.
اما اليوم، وفي ظل التباين بين الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية من جهة، وبين طهران من جهة اخرى ،لن يصبح للبنان رئيس للجمهورية ، فضلا عن ان ميزان القوى النيابي اللبناني لا يميل لصالح مرشح من فريق 8 آذار.
واعتبرت هذه المصادر ان حزب الله عندما يخرج من عقدة فرنجية – باسيل يمكنه حينها الوصول الى انتخاب رئيس للجهورية، لو ان الرغبة الدولية لا تزال بطيئة وباردة تجاه تعبئة الاجواء لانهاء الشغور الرئاسي.
ولفتت المصادر الى ان ميزان القوى البرلماني اللبناني لا يسهّل الطريق امام مرشح من 8 آذار، بل لمرشح توافقي، كما ان فرنسا والسعودية والولايات المتحدة لا تريد تكرار تجربة العماد ميشال عون رئيسا للجمهوري