شراكة فرنسية سعودية بشأن لبنان بدعم اميركي.. ميقاتي في قمة الرياض: دلالات متعددة

9 ديسمبر 2022
شراكة فرنسية سعودية بشأن لبنان بدعم اميركي.. ميقاتي في قمة الرياض: دلالات متعددة


في خطوة، ذات دلالات متعددة، يشارك لبنان، ممثلا برئيس الحكومة نجيب ميقاتي في اجتماعات القمة العربية – الصينية اليوم في الرياض، والذي كان وصل امس الى المملكة على رأس وفد رسمي ضم ثلاثة وزراء واربعة سفراء، ليتسنى للبنان ان يستفيد من ثمار اتفاقية الشراكة العربية- الصينية في مجالات الاستثمار والطاقة والتبادل التجاري والصناعي..

ومع هذا التطور في العلاقة مع المملكة ودول الخليج والاعتدال العربي، يرى مصدر دبلوماسي لبناني ان البلد علي سكة تصحيح العلاقات مع العواصم العربية من زاوية الانتماء والمصالح المشتركة والحرص على استقرار لبنان وخروجه من الازمات التي يعاني منها.
وبانتظار تطورات في المشهد الاقليمي- العربي- الدولي تجاه لبنان، نقلت «اللواء» عن مصدر مطلع في العاصمة الفرنسية ان حتى مساء امس، لم يكن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، حسم امر مجيئه الى لبنان، لتفقد كتيبة بلاده العاملة ضمن اليونيفيل.
وأفادت مراسلة “النهار” في باريس رندة تقي الدين ان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وعد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بانه سيتحرك لمساعدة لبنان. وسمعت الأوساط الاميركية الالتزام نفسه من الجانب السعودي الذي اكد انه يسير مع فرنسا بشأن لبنان. فواشنطن تدعم هذا التعاون السعودي الفرنسي بشأن لبنان الذي أدى الى عودة السفير السعودي الى لبنان ثم الى تأسيس صندوق فرنسي سعودي للمساعدات الإنسانية للبنان وارسال مساعدات، وان كان بطيئا بعض الشيء، ولكن على الأقل هناك التزام من كلا الجهتين بالاستمرار في التعاون على هذا الصعيد . الا ان الصورة العامة لهذا الالتزام السعودي لفرنسا تبدو نابعة من اهتمام ولي العهد السعودي بعلاقته بماكرون وليس اهتمامه بالشأن العام في لبنان. فالانطباع السائد لدى القيادة السعودية ان النظام في لبنان ما زال يخضع لنفوذ “حزب الله” وان الطبقة السياسية فيه فاسدة ولم تنجز أي اصلاح كما هو مطلوب. إضافة الى ذلك تتساءل مصادر ديبلوماسية غربية عن حقيقة لا احد يعرفها وهي حول العلاقة بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ورئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري ما جعل السعودية تسحب دعمها لقيادة الحريري للصف السني في لبنان.

ولكن مصادر فرنسية رفيعة تقول لـ”النهار” ان ليس صحيحا ان الأمير محمد بن سلمان غير مهتم بالوضع اللبناني فكثيرا ما يؤكد لماكرون انه يريد العمل معه على الملف. وتضيف ان السعودية وفرنسا تتطلعان الى انتخاب رئيس في لبنان ثم تشكيل حكومة مع رئيس لها يقوم بالإصلاحات المطلوبة والمعروفة كما تم الاتفاق مع صندوق النقد الدولي. يظهر ان الاتحاد الأوروبي أعاد البحث في العقوبات على من يعطل الانتخاب الرئاسي في لبنان ولو ان ليس هناك وحدة حال حتى اليوم في الاتحاد الأوروبي حول هذه العقوبات . وترى باريس ان لا يمكن للبنان ان يستمر في هذا النهج وان على البرلمان ان ينتخب رئيسا وان يتم تشكيل حكومة والا مات ما تبقى من مؤسسات في البلد.
وكتبت ” الديار”: استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة مساعد وزير الخارجية الاميركي السابق مدير مركز ويلسون للدراسات في واشنطن ديفيد هيل والوفد المرافق، حيث تم عرض للتطورات والاوضاع العامة، ووفقا لاوساط مطلعة، كان هيل واضحا في مقاربته للوضع اللبناني، وقد شروحات مستفيضة خلاصتها ان لبنان الان، وبحكم تجربته السابقة ومعلوماته، ليس على «الطاولة» الاقليمية او الدولية الآن وعلى قواه السياسية محاولة تقطيع الوقت باقل الاضرار الممكنة اذا كان الوصول الى تفاهامات وتسويات غير متاح. مشددا على ضرورة الحفاظ على الاستقرار الامني وتجنب اي اهتزازات قد يصعب استيعابها بسبب الانشغالات الدولية عن المنطقة.
وفي السياق نفسه، لم تحمل السفيرة الفرنسية آن غريو اي جديد الى عين التينة، ووفقا للمعلومات، حملت الكثير من الاسئلة ولم تكن تملك اي اجوبة حول مآل الاتصالات الفرنسية مع القوى الاقليمية والدولية حيال لبنان. وهي شجعت بري على مبادرته الحوارية، وتساءلت عن حظوظ نجاحها في احداث اختراق في الملف الرئاسي. وما اذا كانت باريس يمكن ان تلعب اي دور في تقريب وجهات النظر. وكان واضحا ان باريس عبر سفيرتها قد نعت على نحو غير مباشر نتائج زيارة الرئيس ايمانويل ماكرون الى الولايات المتحدة الاميركية، في ما يخص الملف اللبناني حيث عاد خال الوفاض ودون اي جديد يذكر، كما ان الرياض لم تتعاون كما يجب حتى الان مع المقترحات الفرنسية.