لم تنقطع خطوات الفارين من أهوال الحروب والصراعات في عام 2022، بل ارتفعت وتيرة الأقدام المتلاحقة نحو المعابر، وتزاحمت الأجساد المتعبة أمام مكاتب الإغاثة الدولية، وأُلصقت بهؤلاء صفة لاجئ، وكُتب عليهم العيش في الشتات إلى أجل غير مسمى.
وبحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فقد حمل عام 2022 عدداً من الحقائق المزعجة، حيال ضحايا النزاعات المتنامية، وحالة الطوارئ المناخية والأوبئة وأزمات الطاقة والغذاء.وقفز إجمالي عدد اللاجئين والنازحين في العالم إلى 103 ملايين شخص من 89.3 مليون شخص في عام 2021، وارتفع عدد اللاجئين وحدهم من 27.12 مليون شخص في عام 2021 إلى 32.5 مليون حتى منتصف عام 2022.وأدت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا إلى “أسرع وأكبر حركة نزوح شهدها العالم منذ عقود”، حيث أُجبِر حوالي 14 مليون شخص على ترك منازلهم منذ 24 شباط الماضي، يعيش منهم 5.4 مليون لاجئ خارج الأراضي الأوكرانية، حتى منتصف عام 2022.
وفي ميانمار، نزح ما يُقدّر بنحو 500 ألف حتى منتصف عام 2022، ولا يزال وصول المساعدات الإنسانية لهؤلاء يمثل تحديا كبيرا.وبالنسبة لإفريقيا، فقد نزح أكثر من 850 ألف شخص بإثيوبيا، بينما أدّت الهجمات الوحشية والعنف الجنسي ضد النساء في جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى زيادة عدد النازحين بأكثر من 200 ألف شخص، والذي يبلغ أصلا 5.5 مليون نازح.أحوال اللاجئين في عام 2022ومع حلول شهر كانون الثاني تشتد البرودة، وهو ما يضع اللاجئين والنازحين في عين العاصفة، إذ عانت مخيمات اللاجئين السوريين في عرسال وبعلبك واللبوة وسعدنايل وشتى مناطق البقاع اللبناني، وتحديدا المخيمات الكائنة في المناطق الجبلية شديدة الارتفاع، حيث العواصف والثلوج وموجات البرد والصقيع.
وبعد اقتحام مسلحين في مطلع شباط مخيم للاجئين إرتيريين في ولاية عفر الإثيوبية، فرّ حوالي 4000 آلاف لاجئ إرتري من المخيم إلى مدينة سيميرا حيث تقدم مفوضية اللاجئين الدعم الفوري لهم.
وفي الجزائر، عاد اللاجئون الأفارقة لـ”غزو” مدن البلاد بشكل مفاجئ.
وفجرت الأزمة الأوكرانية أوضاع اللاجئين في العالم، إذ قدّر المفوض الأعلى للاجئين بالأمم المتحدة، فيليبو غراندي، عدد اللاجئين الأوكرانيين حتى نهاية شباط، في تغريدة على موقع تويتر قائلا: “فر أكثر من 500 ألف لاجئ حتى الآن من أوكرانيا إلى دول مجاورة”.
ومع نهاية آذار، كشفت الأمم المتحدة أن أكثر من أربعة ملايين أوكراني فروا من بلدهم منذ بداية الحرب، في تدفق للاجئين لم تشهده أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وفي منتصف نيسان 2022، سجّلت النيجر أكثر من 36000 وافد جديد من نيجيريا ومالي وبوركينا فاسو (معدل أكثر من 2500 وافد جديد كل أسبوع) بداية من كانون الثاني 2022.تدفق لاجئين إلى النيجروفي ذات الشهر، أعلنت الحكومة البريطانية تفعيل خطة لإرسال لاجئين إلى رواندا الواقعة في شرق إفريقيا لطلب اللجوء هناك. وستركز هذه الخطة في البداية على الرجال غير المتزوجين الذين يعبرون في قوارب أو شاحنات من فرنسا.
حزيران.. عدد غير مسبوق للاجئي أوكرانيا والقضاء البريطاني يتحدى الجميع
في مطلع حزيران، سجّلت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين حوالي 7.3 مليون حالة عبور للحدود من أوكرانيا حتى تاريخ 7 حزيران، مع عودة 2.3 مليون شخص مرة أخرى إلى البلادوفي منتصف حزيران، أيّد القضاء العالي البريطاني، خطة الحكومة لترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا، في حين انتقد الخطة عدد من المدافعين عن حقوق الإنسان والأمم المتحدة، وحتى العائلة المالكة البريطانية.
تموز.. بارقة أمل انتظرها اللاجئون في ألمانياوشهد شهر تموز بارقة أمل للاجئين في ألمانيا عندما أقرت الحكومة الألمانية مشروع قانون يتيح لعشرات الآلاف من اللاجئين تسوية أوضاعهم، ومنحهم إقامة قانونية في البلاد، وذلك بالتزامن مع تزايد موجات الهجرة من أوكرانيا إلى ألمانيا.
ويوم 19 تموز، استأنفت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عمليات العودة الطوعية للاجئين الكونغوليين من أنغولا، بعد توقفها في عام 2020 بسبب جائحة كوفيد-19عودة طوعية
وأفادت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، يوم 10 آب، بفقدان أثر عشرات الأشخاص بعد غرق قارب يقلّ مهاجرين ولاجئين في بحر إيجه قبالة جزيرة كارباثوس اليونانية.
وذكر مسؤول حكومي في نهاية آب، أن السلطات اليونانية منعت حوالي 25 ألف شخص من دخول أراضيها بشكل غير قانوني في أقل من شهر، واتهمت جارتها تركيا بتوجيه طالبي اللجوء نحو أثينا.
أيلول.. برنامج أسترالي لاحتواء اللاجئين وعدد سكان ألمانيا يسجل رقما قياسيافي مطلع أيلول، أعلنت السلطات الأسترالية إطلاقها برنامجا جديدا يحمل اسم Community Refugee Integration and Settlement Pilot والمعروف اختصارا بـ CRISP ويهدف لإشراك الأستراليين في احتضان اللاجئين الجدد والترحيب بهم في مناطقهم المحلية منذ اليوم الأول لوصولهم إلى وطنهم الجديد.
ولأول مرة في تاريخها الحديث، تتجاوز ألمانيا 84 مليون نسمة، وكان العامل الرئيسي وراء ذلك تدفق اللاجئين الأوكرانيين بحوالي 750 ألف لاجئ.تشرين الأول.. إعادة السوريين من لبنان إلى ديارهمفي 12 تشرين الأول، قال الرئيس اللبناني السابق ميشال عون إن بلاده ستبدأ في إعادة اللاجئين السوريين إلى ديارهم، رغم ما تبديه جماعات حقوق الإنسان من مخاوف.
وتقدّر الحكومة اللبنانية عدد من تستضيفهم بحوالي مليون ونصف مليون لاجئ من سوريا المجاورة، فيما لا يتجاوز عدد اللاجئين المسجلين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين سوى أقل من مليون.
تشرين الثاني.. طرد لاجئين أوكرانيين وخلاف بين إيطاليا وفرنسا يحتدم
قامت الشرطة الإيطالية بإجلاء اللاجئين الأوكرانيين قسرا من فنادق بعد انقضاء فترة بقائهم لمدة ستة أشهر من المأوى.وشهد شهر تشرين الثاني احتدام الخلاف الحاد بين فرنسا وإيطاليا حول ملف الهجرة غير الشرعية من ليبيا، وسط خطة روما لإنشاء مخيمات لاجئين على الأراضي الليبية، فيما حذر خبراء من أن هذه المخيمات ستستغلها الميليشيات لترسيخ وجودها.
كانون الأول.. قوارب متهالكة تقل لاجئي الروهينغا وأعداد اللاجئين الأوكرانيين تتزايدويوم 21 كانون الأول، دعت الأمم المتحدة إلى توفير الإنقاذ السريع لمجموعة من لاجئي الروهينغا الذين يعانون منذ أسابيع على متن قوارب متهالكة في المحيط الهندي، بينهم قارب يقل 190 شخصا، معظمهم من النساء، قيل إنه يتعرض لمحنة في خليج البنغال بالقرب من جزر أندامان ونيكوبار الهندية.
وحول أعداد اللاجئين الأوكرانيين بنهاية عام 2022، ذكرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنه في الفترة من 24 فبراير إلى 20 ديسمبر 2022، وصل 7863339 لاجئا من أوكرانيا إلى الدول الأوروبية.
وأشارت المفوضية إلى أنه غادر أوكرانيا 16595007 أشخاص، عاد منهم 8711402 شخصا إلى بلادهم.
(سكاي نيوز عربية)