ينتظر اللبنانيون نتائج المشاورات الخاصة بملف المحقق العدلي طارق البيطار، وسط مؤشرات لا تعكس توافقاً يمكن أن ينعكس في مجلس القضاء الأعلى حيال الإشكال الكبير بين البيطار وبين النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات، وما نتجَ منه من انشطار قضائي – سياسي إلى معسكرين، أحدهما داعِم لعويدات وآخر للبيطار.وكتبت” الاخبار”: بدا واضحاً أن رئيس المجلس سهيل عبود ومعه مجموعة من داعمي البيطار بدأوا من جانبهم تكريس اللامركزية على صعيد القضاء.
وقالت مصادر قضائية بارزة إن هذه المجموعة «بدأت التداول بفكرة أن يمارس البيطار عمله في مكتب داخل قصر عدل جديدة المتن، في إشارة إلى أن المركز يقع في منطقة مسيحية ولن يجرؤ أحد على التعرض له».
وقالت المصادر إن «هذا الأسبوع سيكون حافلاً باستكمال المواجهة»، فأوساط عويدات تنقل عنه «إصراره على الذهاب إلى النهاية في رد البيطار ومعالجة مخالفاته ووقف مشروع الفتنة الذي يمثله»، لذا «تجرى محاولات حثيثة لانعقاد جلسة لمجلس القضاء الأعلى». لكن المشكلة التي تواجه عويدات هي أن الأعضاء المسيحيين، خصوصاً المحسوبين على التيار الوطني الحر، يترددون في حضور الجلسة خوفاً من الجو المسيحي العام. وكانَ لافتاً أمس موقف بكركي التي أمنت غطاءً «دينياً» علنياً للمحقق العدلي بعدَ الزلزال الذي أصاب «العدلية»، إذ طالب البطريرك الماروني بشارة الراعي البيطار بأن «يواصل عمله لكشف الحقيقة»، مؤكداً «أننا لن نسمح بأن تمر جريمة المرفأ من دون عقاب».
وكتبت”النهار”:تفاعلت تداعيات العاصفة القضائية وكان ابرزها الموقف الحاسم للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بتاييده استمرار المحقق العدلي القاضي طارق بيطار في اكمال مهمته .وهو قال في عظته امس:نرجو ان يواصل المحقق العدلي القاضي طارق البيطار عمله لكشف الحقيقة وما يؤسفنا ان فقدان النصاب يطال ايضا اجتماعات الهيئات القضائية وهذا غير مقبول فللقضاء آليته وتراتبيته”، مؤكدا اننا “لن نسمح بأن تمر جريمة المرفأ من دون عقاب”.وقالت مصادر مطلعة لـ «الديار» ان «اي اجتماع لمجلس القضاء الاعلى لن يُعقد قبل التوصل لحل يتم الاعلان عنه بعد اجتماعه، الا انه حتى الساعة لا يزال الانقسام سيد الموقف بين اعضاء المجلس ورئيسه، باعتبار ان الاخير يرفض تماما اقالة البيطار او حتى تعيين قاض رديف، فيما يدفع مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات واكثرية اعضاء المجلس في الاتجاه المعاكس، ويعتقدون ان اي حل لا يمكن ان يكون بعودة البيطار الى التحقيق بالطريقة المسرحية التي حصلت فيها هذه العودة».ومما سبق، يبدو واضحا اننا مقبلون على شوط قضائي جديد وساخن هذا الاسبوع، في ظل استنفار الاجهزة الامنية لتفادي اي انفجار في الشارع.