لم يكن الزلزال الذي ضرب شمال سوريا وجنوب تركيا محصورا بالبعد الجغرافي وما نتج عنه من أضرار جسيمة، بل ضربت تردداته عواصم العالم وادت لمراجعة حساباتها بالازمة السورية بالدرجة السورية وتبعاتها ومنها لبنان.
الهبة الاغاثية وسبل إيصال المساعدات في شمال غرب سوريا ، أعادت الانقسام الدولي حول الموقف من شرعية النظام والاعتراف بالرئيس السوري بشار الأسد، حيث سارعت الادارة الاميركية إلى رفض تجاوز الحدود المرسومة قسرا ضمن الكيان السوري، وهذا ما سيزيد من تعقيدات الازمة وسبل التوصل إلى حل نهائي.في غضون ذلك ،تزامن الزلزال المدمر مع انعقاد اجتماع باريس للدول المعنية بلبنان الذي كان من المفترض أن يصل إلى قواسم مشتركة تفضي إلى فتح المجال لانفراج سياسي من بوابة الاستحقاق الرئاسي، ومن قبيل المبالغة القول بأن الزلزال وحده أدى إلى فشل الاجتماع حيث أن اختلاف وجهات النظر حيال الملف اللبناني طاغية منذ البداية.تفيد الاجواء، بان الموقف السعودي كان حاسما لناحية عدم المشاركة بأي حل في لبنان ما لم يتضمن رؤية متكاملة تقضي بعزل حزب الله عن قرار الدول اللبنانية ، بمعنى اخر عدم استعداد المملكة منح الفرص لتوافق الداخل من دون ضمانات تتعلق باهداف واضحة محددة.هذا يعني عمليا ، ضرب عمليا الاقتراح الأميركي البحث في هوية رئيس الجمهورية، لناحية بعده عن حزب الله و تأمين توازن داخل تركيبة السلطة، لكن و بغض النظر عن شكل انقضاء الاجتماع،من المرجح بقاء لبنان أسير المراوحة حتى إشعار آخر.