لقاء باريس لوقف الانزلاق نحو التفكُّك

15 فبراير 2023
لقاء باريس لوقف الانزلاق نحو التفكُّك


كتب طوني عيسى في” الجمهورية”: لم يسفر الاجتماع الأول للقاء الخماسي في باريس عن نتيجة مباشرة. وهذا الأمر لم يفاجئ أحداً، والمشاركون أنفسهم كانوا يعرفون المناخ مسبقاً. لكن هذا الاجتماع كان محطةً مهمَّة في مسار الأزمة في لبنان، لأنّ مجموعة الخمسة هي النواة التي ستؤسس لمؤتمر الحوار الوطني الموعود، بغطائه الإقليمي والدولي، عندما تنضج ظروف انعقاده.

Advertisement

إنقسم المشاركون في اجتماع باريس إلى طرفين: فرنسا وقطر من جهة، والولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية من جهة أخرى، وبين الطرفين تتموضع مصر.
ليس هناك خلاف داخل أطراف اللقاء الخماسي على الأهداف، إنما هناك تباين بين وجهات نظر متعددة. الفرنسيون والقطريون يريدون من الضغط على إيران أن يكون حافزاً لها لكي تكون شريكاً في التسوية. وأما الأميركيون والسعوديون فيريدون الضغط عليها لتوافق على تسوية تُبعدها وترفع نفوذها عن البلد.
في أي حال، هو كان اللقاء الأول، وسيكون هناك لقاء ثانٍ في باريس لبلورة اتفاق. لكن موعده مرهون بقدرة الشركاء على إنضاج الظروف المناسبة لتحقيق هذا الهدف. وهذا الأمر يستلزم مشاورات مكثفة داخل المجموعة، وجسّ نبض الطرف الإيراني واتجاهاته في المرحلة المقبلة.
 
لكن مصادر ديبلوماسية توضح، أنّ صيغة الاجتماع، التي ولدت رباعية ثم أصبحت خماسية بانضمام مصر إليها، ليست في الواقع مجرد إطار مرحلي، واختيار أركانه لم يحصل اعتباطياً، بل هو نتيجة تخطيط فرنسي مركَّز يهدف إلى خلق مرجعية إقليمية – دولية توفّر حداً من الحماية للدولة اللبنانية يمنع انهيارها الكامل، ويؤسس لتسوية تتشارك فيها القوى المعنية كافة، ويمكن أن ترسم مستقبل لبنان.
في أي حال، هو كان اللقاء الأول، وسيكون هناك لقاء ثانٍ في باريس لبلورة اتفاق. لكن موعده مرهون بقدرة الشركاء على إنضاج الظروف المناسبة لتحقيق هذا الهدف. وهذا الأمر يستلزم مشاورات مكثفة داخل المجموعة، وجسّ نبض الطرف الإيراني واتجاهاته في المرحلة المقبلة.
 
لكن مصادر ديبلوماسية توضح، أنّ صيغة الاجتماع، التي ولدت رباعية ثم أصبحت خماسية بانضمام مصر إليها، ليست في الواقع مجرد إطار مرحلي، واختيار أركانه لم يحصل اعتباطياً، بل هو نتيجة تخطيط فرنسي مركَّز يهدف إلى خلق مرجعية إقليمية – دولية توفّر حداً من الحماية للدولة اللبنانية يمنع انهيارها الكامل، ويؤسس لتسوية تتشارك فيها القوى المعنية كافة، ويمكن أن ترسم مستقبل لبنان.
لكن البعض يعتقد أنّ الصفقة باتت أكثر صعوبة بعد دخول إيران المباشر على خط الحرب في أوكرانيا، شريكةً لموسكو، وفي ظلّ حملات إسرائيل المتزايدة تجاه إيران وبرنامجها النووي، وانقطاع كل فرص التوصل إلى اتفاق حول هذا الملف مع الولايات المتحدة والغرب.
لكن المصادر الديبلوماسية تعتقد أنّ باب التسويات ليس مغلقاً تماماً. ومن الدلائل منح إيران حلفاءها في لبنان ضوءاً أخضر لتوقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، الذي تمّ إنجازه برعاية الولايات المتحدة. فهو يعني أنّ الإيرانيين حصلوا على الثمن أو سيحصلون في مكان آخر.
 
فهل ثمة فرصة ليكون لقاء باريس ضمان تسوية ممكنة، تمنع لبنان من الوصول إلى الأسوأ سياسياً واقتصادياً وربما أمنياً، حيث مخاطر تفكُّك الدولة تتزايد سريعاً؟