باسيل أمام أزمة جدية.. فهل يجد مخَرجاً؟

27 فبراير 2023
باسيل أمام أزمة جدية.. فهل يجد مخَرجاً؟


يواصل “التيار الوطني الحر” تصعيده السياسي في وجه حلفائه وخصومه في آن معاً، وذلك في ظلّ حراكات يقوم بها رئيس “التيار” جبران باسيل على أكثر من صعيد في محاولة لتخفيف عزلته السياسية وهذا الامر له تبعات سياسية وحزبية داخل “التيار”. فهل يستطيع باسيل في ظلّ هذه الازمة اخراج نفسه وتياره السياسي بأقل خسائر ممكنة أم أنه سيتعرّض لمزيد من الضربات القاصمة تضعه في مسار انحداري لا عودة عنه.

من الواضح أن “التيار الوطني الحر” خسر علاقته بكل الاطراف السياسية في لبنان، وفي الوقت الذي كان تحالفه مع “حزب الله” يتيماً، قرّر باسيل الذهاب بعيداً في الخصومة مع “الحزب” حتى يكاد “تفاهم مار مخايل” يصل الى حدود الطلاق النهائي بين الطرفين في ظل استشعار خطر كبير من الدعم الجدي الذي يقدمه “حزب الله” ومعه “حركة امل” لرئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية في الاستحقاق الرئاسي.ابتعاد باسيل عن “حزب الله” المتزامن أيضاً مع خصومته المزمنة مع “حركة امل” ترافقه خصومة أكبر يحاول التذلّل من أجل إنهائها مع “القوات اللبنانية”، الا أنه بات واضحاً أن “معراب” تغلق أبوابها بوجه أي تفاهمات معه أو حتى أي تقريب لوجهات النظر مع “التيار” الا في حال تنازل بشكل كامل، الامر الذي يبدو مستحيلاً بالنسبة لباسيل الذي يدرك أن ذلك من شأنه أن ينهي خطابه السياسي الى الأبد ويجعله منضوياً تحت سياسة “القوات” وخطابها الاعلامي والسياسي سواء على المستوى المحلّي أو الاستراتيجي.في المقابل يعمل باسيل على مدّ جسور التفاهم مع بعض “قوى التغيير” وبعض نواب السنّة في محاولة لفهم طبيعة المرحلة المقبلة، على اعتبار أن تقاربه مع هؤلاء في ظل خطابه “التسويقي” الداعي لمكافحة الفساد سيعيد ترميم واقعه السياسي والشعبي بشكل كبير ويجعله مجدداً رقماً صعباً في الشارع المسيحي لا يمكن تخطّيه مستنداً الى الكتلة الوازنة التي لا يزال يتمتّع بها حتى هذه المرحلة.غير أن مشكلة باسيل الحقيقية تكمن في أن أحداً من “قوى التغيير” أو نواب السنة، حتى وإن تلاقوا معه في بعض الملفات والتقوا به في إطار حوار جدّي، لا يرغب بتعميق العلاقة السياسية معه، على اعتبار أن السنّة يدركون طبيعة الخصومة الشرسة التي يُمسك بها باسيل بوجه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الامر الذي لن يستطيع تخطيه أي من النواب السنة الحاليين. كذلك فإن قوى التغيير لا ترغب بتعريض نفسها لهجمات سياسية واعلامية كبرى من قِبل خصومها في حال قررت بناء أي تحالف مع باسيل.هكذا يجد باسيل نفسه امام ازمة حقيقية قد يستطيع الخروج منها في حال أعاد صياغة مقارباته، خصوصاً أن “حزب الله” لا يزال يفتح أبواب التلاقي معه شرط أن لا يكون معرقلاً جدياً لخيار “الحزب” الرئاسي سيّما أن الاخير كان قد منح ضمانات لباسيل في حال عدل عن قراره وسار بترشيح فرنجية أو أمّن النصاب لجلسة انتخابه رئيساً للجمهورية.