قلق دولي من استمرار الفراغ..والملف اللبناني خارج قمة العشرين

3 مارس 2023
قلق دولي من استمرار الفراغ..والملف اللبناني خارج قمة العشرين


ترجم القلق الدولي حيال الوضع في لبنان ببيان مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان التي اعربت عن بالغ قلقها إزاء تداعيات استمرار الفراغ الرئاسي، واصفةً الوضع السياسي الراهن في لبنان بـ»غير المستدام».

وكتبت” الديار”: يعكس السجال المتدني المستوى الذي ساد خلال الساعات القليلة الماضية حجم المأزق السياسي والاخلاقي في بلد يواصل انهياره المالي والاقتصادي بسياسات «ترقيعية» موقتة لا يمكن ان تصمد على المدى المتوسط والطويل. في هذا الوقت لم يحضر الملف اللبناني على هامش قمة العشرين بعدما تجاهل الوفد السعودي ونظيره الاميركي الاوضاع المهترئة في هذا البلد، على الرغم من تطرق البحث الى كل الملفات الاقليمية الساخنة في المنطقة، وهذا ما يؤشر الى «عقم» الرهان حاليا على «ترياق» خارجي يمكن ان يخرج الاستحقاقات الراهنة من الافق المسدود. هذه الخلاصة لمصادر ديبلوماسية مطلعة لفتت الى ان الرياض لا تزال عند موقفها بتعليق البحث بالملف اللبناني ريثما يتبلور مستقبل استئناف المفاوضات مع طهران، وكذلك الانفتاح المستجد على دمشق، فيما تبقى اليمن هي «البوصلة» التي ستحدد كيفية تعامل المملكة مع كافة الملفات المتصلة بالمنطقة التي تقف على فوهة بركان على خلفية ارتفاع منسوب التوتر في الاراضي الفلسطينية المحتلة، وارتفاع احتمال اندلاع مواجهة شاملة على خلفية التهديدات الاسرائيلية لايران.اضافت ” الديار”: لا تبدو «الطريق معبدة» حتى الآن امام اقتراح الفرنسيين مقايضة ترشيح فرنجية برئيس حكومة ترضى عنه المملكة، وتظهر الموقف علنا بتصريحات رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع السلبية حيال عدم تامين النصاب لاي جلسة انتخاب اذا كانت ستؤدي الى ايصال ما اسماه مرشح حزب الله الى بعبدا، ومن هنا تروج الاوساط المقربة من الرياض في بيروت بان «المبادرة ولدت ميتة» ولا مجال حتى للنقاش فيها، وهي اذا كانت لا تريد التدخل في التسمية فان فرنجية على عكس ما يقال، ليس مرشحا مقبولا من قبلها، ولا صحة للكلام انها لا تعترض عليه.وافادت أوساط سياسية مطلعة لـ اللواء أن الإشتباك في الملف الرئاسي قد يتطور بحيث يصعب لجمه في الوقت الذي عادت لعبة الفيتوات لتأخذ مداها فضلا عن توجيه رسائل مباشرة وغير مباشرة من قبل جبهتي الثامن والرابع عشر من أذار لناحية تعذر التسوية على رئيس من هذا الفريق أو ذاك معتبرة انه كلما احتدم الصراع ، ظل هذان الفريقان على موقفهما في عملية دعم مرشحهما والتمترس خلفها للتأكيد أن لا تنازلات ستقدم .وأعربت عن اعتقادها أن الجهة السياسة التي ستعمل على توفير الأرضية المناسبة للمرشح التوافقي انسحبت من لعبة طرح الأسماء بعدما قالت ما لديها وشددت على أن قدرة الداخل على الإمساك بالملف الرئاسي لا تزال ضعيفة بدليل ان الأفرقاء منقسمون في ما بينهم .لكن هل يدخل اسم قائد الجيش العماد جوزف عون في قائمة المرشحين الأوائل للرئاسة؟ أجابت المصادر قائلة: لا يزال اسمه مطروحا كما النائب السابق فرنجية.إلى ذلك ، أوضحت الأوساط نفسها أن مسألة انعقاد مجلس الوزراء ستسير بالوتيرة نفسها طالما أن لا مخارج محتملة داخل المجلس، وسألت ماذا لو حصل طارىء في البلد يستدعي اتخاذ قرار ، من يمسك بزمام الأمور في ظل مؤسسات دستورية معطلة؟ بالطبع ما من جواب واضح لأنه ببساطة كما قالت الأوساط ما من شيء يمكن أن يقف بوجه الإنهيار الحاصل وما هو مقبل من سيناريوهات يرسم صورة سوداوية .ولفتت مصادر كتلة التنمية والتحرير لــ»البناء» الى أنه «وبعد 11 جلسة لم يتمكن المجلس النيابي من انتخاب رئيس للجمهورية، وسقط مرشحهم ميشال معوض ورفضوا دعوة رئيس المجلس للحوار، فما الذي يريدونه بعد؟، ولا يدرون أنهم برفضهم الحوار وإنتاج رئيس لبناني يساهمون بتعطيل انتخاب الرئيس وتعطيل البلد وأخذه الى المجهول».ورفضت المصادر الاتهام الموجّه للكتلة وللثنائي أمل وحزب الله بأن «مرشحنا فرنجية أو لا أحد»، مشيرة الى أنه «وعلى الرغم من كلام بري عن دعم فرنجية لكن الثنائي منفتح على الحوار للاتفاق على 3 مرشحين للنزول الى المجلس لانتخاب أحدهم»، موضحة أن «فرنجية يملك كافة المواصفات التي تتطلبها المرحلة الحالية». وأضافت المصادر: «هناك من ينتظر إشارة خارجية وأن تفرض علينا القوى الدولية والإقليمية رئيساً وإن انتهكت السيادة، في وقت تقع على عاتقنا مسؤولية الاتفاق الداخلي عبر الحوار على رئيس ونطلب من الخارج رعاية التسوية ودعمها».مجموعة الدعموكان برز خلال الساعات الأخيرة إبداء مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان أسفها لما بلغه الوضع اللبناني من تفاقم أزمات وتعميق هوة الانهيار الاقتصادي والاجتماعي في ظل استمرار الفراغ الرئاسي و”غياب الاصلاحات وتصلّب المواقف وازدياد الاستقطاب”، معربةً عن “بالغ القلق” إزاء تداعيات الشغور الخطيرة على اللبنانيين مع بلوغه شهره الخامس.وحثت مجموعة الدعم الدولية في بيان “القيادات السياسية وأعضاء البرلمان على تحمل مسؤولياتهم والعمل وفقاً للدستور واحترام اتفاق الطائف من خلال انتخاب رئيس جديد دون مزيد من التأخير”، محذرةً من أنّ الوضع الراهن “يصيب الدولة بالشلل على جميع المستويات، ويحدّ بشدة من قدرتها على مواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية والمالية والأمنية والإنسانية العاجلة، كما يقوّض ثقة الناس في مؤسسات الدولة فيما تتفاقم الأزمات”.كما أبدت استغرابها “بعد مرور 11 شهرًا على توصل لبنان الى اتفاق على مستوى الخبراء مع صندوق النقد الدولي”، لكون السلطات اللبنانية لم تتمكن بعد من إبرام “برنامج مالي مع الصندوق”، مشددةً في هذا المجال على وجوب “التعجيل بإقرار القوانين اللازمة لاستعادة الثقة في القطاع المصرفي وتوحيد أسعار الصرف” باعتباره “أمراً حيوياً لوقف التدهور الاجتماعي والاقتصادي”.