الملف الرئاسي دخل فصلاً جديا ولا تقدم.. فرنجية يعلن ترشحه الاحد وبري ينتظر

8 مارس 2023
الملف الرئاسي دخل فصلاً جديا ولا تقدم.. فرنجية يعلن ترشحه الاحد وبري ينتظر


دخل الملف الرئاسي فصلاً جديدة، في ضوء اعلان الرئيس نبيه بري والامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله دعم ترشيح رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، من دون ان يعني هذا الموقف ان هناك تقدماً.
وتشير المعطيات الى ان فرنجية سيعلن ترشحه رسميا لرئاسة الجمهورية خلال الايام المقبلة وعبر مقابلة تلفزيونية نهار الاحد، بعد تبني الثنائي الشيعي له، وسيقوم بسلسلة من الاتصالات والمشاورات المحلية والدولية قبل الاعلان.

في المقابل تفيد المعطيات ان الرئيس بري ينتظر ما يطرأ في الاسبوعين المقبلين من مواقف وترشيحات، ليحدد موعد جلسة انتخاب جديدة، بصرف النظر عن تعطيل النصاب او سواه .
واعتبرت مصادر نيابية ان لا مناص من الدعوة للجلسة، على خلفية التصادم الحاصل، ليس في الارقام وحسب، بل على مستوى الاحجام والتحالفات، والعوامل الاقليمية والدولية المؤثرة على مسار الجلسة ونتائجها.
وعلى خط نيابي آخر، افادت مصادرنيابية ل”اللواء”ان اي جلسة تشريعية لن تعقد نتيجة انسداد الافق حول التسويات الممكنة واهمها الاستحقاق الرئاسي.
وكتبت” الاخبار”: وما من شك في أن الخطاب نقل المعركة الرئاسية إلى مرحلة جديدة، خصوصاً أنه جاء من طرف لاعب «فوق محلي»، هو حزب الله، وكان في معظمه موجّهاً إلى الخارج، وتحديداً أطراف لقاء باريس الخماسي. وهذا ما يفسر عدم تسجيل ردود فعل بارزة من بقية الأطراف السياسية المحلية. فيما الرد الوحيد جاء من الرياض التي لوحت بعض وسائل إعلامها (صحيفة «عكاظ») بأن ترشيح فرنجية يهدد بـ«التعجيل بسيناريو الفوضى والانفجار وتزايد الأزمات»، فيما زار سفيرها في بيروت وليد البخاري بكركي، على أن يجول على بعض القيادات السياسية.
وكتبت” النهار”:غداة اعلان الأمين العام لـ”حزب الله” دعم حزبه ترشيح رئيس “تيار المردة” بدا واضحا ان الانتقال من مرحلة الى أخرى في سياق مسار ازمة الاستحقاق الرئاسي أدى الى بلبلة سياسية واسعة لكنه لم يفض، ولا يتوقع له ان يفضي، الى خلط أوراق كما يحلو للبعض ان يصور الواقع الناشئ. ذلك ان “حزب الله” نفسه لم ينتظر طويلا تصاعد غبار التفسيرات حول توقيت ومضمون خطوته فعاجلها بدعوة مستعجلة ومتكررة للحوار مع الاخرين على أسماء المرشحين. وهي دعوة وان كان نصرالله تطرق اليها خلال خطاب اعلان ترشيحه او دعمه ترشيح فرنجية، الا انها تعكس ادراك الحزب للتعقيدات الكبيرة التي تحوط بواقع “مرشح الممانعة” خصوصا بعدما تخلى الحزب عن التزام التحفظ عن تبني ترشيحه علنا، بما يضاعف اضعاف حظوظه داخليا وعربيا ودوليا. ولم تكن بداية الجولة الجديدة التي بدأها السفير السعودي في لبنان وليد بخاري من بكركي امس سوى طليعة بلورة للموقف السعودي من مجمل الوضع في لبنان، وجوهره راهنا عدم قبول المملكة العربية السعودية باي مرشح مباشر ووثيق الصلة بـ”حزب الله” حتى لو رفضت التورط في أي تسمية.
وثمة معطيات دقيقة تشير الى ان ترشيح الحزب لفرنجية بعد الرئيس نبيه بري، لم يطلق عمليا بعد المرحلة الحاسمة من الاستحقاق التي لا تزال تبدو بعيدة جدا. ولكن هذا الترشيح اثار تعبئة سياسية واسعة على ضفتي الاستحقاق أي على جبهتي السباق والصراع الرئاسيين: جبهة فريق الممانعة لكي يحشد كل ما يمكن من إمكانات لرفع منسوب الأصوات الممكنة لمرشحه قبل أي “مغامرة” يقدم عليها رئيس مجلس النواب نبيه بري في تحديد موعد الجلسة الثانية عشرة لانتخاب رئيس الجمهورية بعد طول انحباس في الجلسات منذ أواخر السنة الماضية. كما ان فرنجية نفسه لم يعد يمكنه عدم اعلان ترشيحه رسميا ووفق أي أسس وقد تردد انه سيعلن ترشيحه في مقابلة تلفزيونية مساء الاحد. وجبهة السياديين والتغييريين والمستقلين الذين باتوا الان امام ساعة الحقيقة في مواجهة اندفاع خصومهم في خطوة متقدمة للغاية في مسار رسم الخط البياني النهائي للسباق الرئاسي. وهذه التعبئة ستشهد تطورات مهمة وبارزة في قابل الأيام والاسابيع لجهة بلورة واقع مختلف لدى القوى المناهضة لفريق الممانعة بحيث تتكثف المشاورات بين تلك القوى لبلورة اتجاهات جديدة على صعيد توحيد صفوفها وتوحدها حول الخطة – ب الرئاسية التي صار وضعها ملحا للغاية .وكتبت” نداء الوطن”: تواترت الأنباء حول امتعاض رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية من الأسلوب الذي اعتمده الثنائي الشيعي في إخراج وتظهير ترشيحه الرئاسي بشكل عكس صورته أمام الرأي العام الداخلي والخارجي كمرشح تابع للثنائي ولمحور الممانعة بقيادة إيران في مواجهة العرب والغرب، وسرعان ما بدأت تجليات هذه الصورة تظهر على شريط المؤشرات الأولية النابذة لترشيحه داخلياً وخارجياً بمجرد إعلان الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله دعم ترشيحه، لا سيما في ضوء تقاطع كل من بكركي والمملكة العربية السعودية عند موقف رئاسي مشترك اجتمعا من خلاله على تحديد “المواصفات” نفسها المطلوبة في شخص الرئيس المقبل للجمهورية، والتي بدا من عنوانها العريض حتمية أن يكون رئيساً سيادياً لا فاسداً ولا تابعاً ولا ممانعاً ليحظى بثقة اللبنانيين والمجتمعين العربي والدولي في قيادة دفة الإنقاذ والنهوض بالبلد.وتؤكد مصادر الثنائي الشيعي ان دعمه لفرنجية ليس تحديا لاحد، وهو ليس مرشح حزب الله وامل بل مدعوم من الثنائي، وترشيحه لا يعني مطلقا اقفال ابواب الحوار بل المطلوب من الفريق الاخر تسمية مرشحه، وتوضــع اســماء كل المرشحين على طاولة الحوار وتتم غربلة الاسماء واذا لم يتم التوافق، تعقد عندئذ جلسة انتخابية ويربح من يربح.وكتبت” البناء”: تتجه الأنظار الى عين التينة وما إذا كان الرئيس بري سيدرس الدعوة الى جلسة انتخابية، ووفق مصادر نيابية في كتلة التنمية والتحرير لــ»البناء» فإن إعلان «الرئيس بري وبعده السيد نصرالله تأييد ترشيح فرنجية بات لزاماً على الكتل النيابية تلقف هذا المعطى باتجاه تسهيل الوصول للانتخابات بفتح باب النقاش والحوار.. فريق الثنائي قال ما لديه ويبقى على الفريق الآخر أن يقول ما عنده والكرة في ملعبه، في ظل غياب التوافق داخله ووجود آراء متشعبة ومتداخلة ومعقدة».وأوضحت المصادر أن «الاتصالات الرئاسية الأخيرة التي توصلت الى إعلان دعم فرنجية كانت نتاج جهود الرئيس بري ونالت تأييد السيد نصرالله، كاشفة أن هذه الاتصالات ستتفعل وتأخذ منحى أكثر جدية، وعلى الكتل تلقف هذه الإيجابية وعدم انتظار الخارج ولبننة الاستحقاق، لأن الخارج لا يريد التدخل المباشر بالاستحقاق الرئاسي كما تؤشر المواقف الخارجية العلنية، لكنه سيبني موقفه على ما يتفق عليه اللبنانيون في هذه المرحلة».كما كشفت المصادر أن «توقيت الجلسة المقبلة مرهون بالمعطيات التي من الممكن أن تتوفر وإمكانيات الوصول الى ايجابيات محددة، وبالتالي الدعوة الى جلسة تنتظر بلوغ الحوارات والمفاوضات مراحل متقدمة، لكن لن يدعو الى جلسة إذا كانت نتيجتها شبيهة بالجلسات السابقة».وتشير أوساط فريق المقاومة لـ»البناء» الى أن «السيد نصرالله خرج بهذا الخطاب بعد سيل من الاتهامات لحزب الله بتعطيل جلسات الانتخاب وإخفاء مرشحه والمناورة وتضييع الوقت وانتظار التسويات الخارجية»، موضحة أن «حزب الله لا يستطيع وحده تغيير المعادلات السياسية في لبنان على اعتبار أن التيار كان على خلافات كبيرة مع الكتل وحتى التيار والحزب لا يستطيعان وحدهما إنجاز الملفات الأساسية كمكافحة الفساد».ولفتت الأوساط إلى أن «إعلان السيد نصرالله دعم ترشيح فرنجية لا يعني أنه مرشح الحزب، بل مرشح يحظى بدعم الحزب وتوضيح التمييز بين الأمرين ضرورة، وبالتالي لا يعني أن الأمور انتهت عند هذا الحد، والأمور مرهونة بخواتيمها، وقد نكون أمام معركة رئاسية طويلة أو قد تبرز معطيات وتطوّرات تأخذنا إلى التسوية وإنهاء الأزمة».