ليس من قبيل الصدفة أن يتزامن موعد الرياضة الروحية التي قرر البطريرك الماروني مار بشارة الراعي أن يتشاركبها مع النواب المسيحيين في بيت عنايا في حريصا مع مناسبة “أربعاء ايوب”التي تحمل ما تحمله من معان فيالصبر ، لعل الحاضرون يستهلمون منها العبر الروحية .
في الخامس من نيسان المقبل، يحضر هؤلاء النواب في أول لقاء جامع حتى وان ارتدى طابع الصلاة، وتكمنأهميته في قيام التواصل بين مختلف القوى المسيحية التي تتباعد في الرؤية السياسية. المناسبة روحية بامتياز هذا ما يشدد عليه المعنيون وبالتالي لا يمكن أن تخرج عنها خارطة طريق لحل وبالتاليهي منفصلة عن مبادرة بكركي في الملف الرئاسي.
إلا انه بمجرد أن يتشارك النواب في هذه الرياضة، فهذاالامر يمكن أن يؤسس لمرحلة من الأخذ والرد .
حتى الآن تتلقى البطريركية ردودا إيجابية من هذه المشاركة ويسجل بالتالي تجاوب نيابي كبير حيالها .وفي المعلومات عن برنامج هذه الخلوة يتضمن عظة للبطريرك الراعي وحديثين روحيين فضلاعن الأحتفال برتبة التوبة، وستكون هناك استراحة ومأدبة غداء .
ومن المتوقع أن بوزع البرنامج النهائي علىالمشاركين من النواب المنضوين تحت كتل لبنان القوي والجمهورية القوية والكتائب والمردة والنواب المنتمين الى كتلأ خرى فضلا عن آخرين مستقلين في حين ان نوابا إخربن لن يحضروا أو اعتذروا عن عدم المشاركة.
ويقول عضو كتلة الكتائب النائب الياس حنكش أن هذه الدعوة مرحب بها ويصار إلى تلبيتها، املافي أن”يحل الروح القدس ” على المعطلين كي يعملوا على إنقاذ البلد .
ويشير النائب حنكش إلى ان للمناسبة بعدا روحيا ولا يجب تحميلها أكثر من ذلك وقد اراد البطريرك الراعي أنتكون على هذا النحو ، ويؤكد أن المجال متاح أمام النواب للتواصل أيضا في البرلمان وليس هناك من أي مشكلةفي هذا الأمر بأستثناء من لديه خصومة تجاه الآخر، لافتا إلى أن هذه الخلوة منفصلة تماما عن مبادرة بكركي.
ويرى أن لا بديل عن الحوار وهناك حاجة إليه، على ان ملف الأستحقاق الرئاسي يتطلب ان يمارس النوابمسؤولياتهم ضمن المؤسسات وعدم اللجوء إلى التعطيل وانتخاب رئيس للبلاد من الدورة الثانية لجلسة الأنتخاب.
ويشدد مدير المركز الكاثوليكي للأعلام الأب عبدو ابو كسم ل” لبنان 24 “على أن لا طابع سياسيا لهذا اللقاءالودي الروحي وايحابيته تكمن في جمع النواب للصلاة والتأمل وبالتالي لا يمكن القول انه سيخرج بحل للقضاياالعالقة.
ويعرب الاب ابو كسم عن اعتقاده أنه يشكل مناسبة للقاء بين النواب لاسيما في فترة الأستراحة كما أنه يعد فرصةلهم كي يفكروا بمصلحة الوطن وشعبه الذي اصيب باليأس الشديد لاسيما أن هؤلاء النواب مؤتمنون من الله علىسياسة الشعب وهم مسؤولون أمامه ، معلنا أن الرياضة الروحية قد تمهد الطريق أمام النواب للتفكير بمسؤوليةوالسير في كل ما يؤدي إلى الخير العام والخروج من الأزمة الراهنة..ويكرر القول أن هذا اللقاء الروحي لن يفضي إلى حلول كونية لكنها مناسبة كي يفحص النواب ضمائرهمويبادروا الى القيام بمهمة الأنقاذ.
صحيح أنه ليس منتظرا أن تخرج نتائج فورية من هذه المناسبة الروحية إلا أن مجرد انعقادها برعاية سيد بكركيتعطي الأنطباع ان المجال متاح لحوار بعيدا عن الشرذمة.