كتبت غادة حلاوي في”نداء الوطن”: قدر سليمان فرنجية أن يتكرر سيناريو ترشحه مجدداً مع فارق أدوار اللاعبين. قبل انتخاب ميشال عون، بات فرنجية ليلته في فرنسا على أنه الرئيس المؤكد للجمهورية في لبنان. بحثت معه دوائر الإليزيه في الضمانات التي سيقدمها وأعطى إلتزامات في ملفات عدة، إلا تلك المتعلقة بـ»حزب الله». كان مرشحاً بتقاطع سعودي – غربي، لكن خيارات «حزب الله» كانت في مكان آخر فسُحب بساط الرئاسة من تحت قدميه في الدقائق الأخيرة. الواقع معكوس اليوم. هو مرشح الثنائي وحوله معارضة إقليمية دولية. نقطة الأمل الوحيدة إتفاق السعودية مع طهران، لكن ماذا عن جدار المعارضة المسيحية؟
لم يعد بإمكان «حزب الله» التعويل على مرونة رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل بعد أن صار خلافهما على منابر الخطباء. ما قاله نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم بحق باسيل حديثاً، ولو لم يسمّه، يشكل تحولاً كبيراً في العلاقة التي صارت أقرب إلى الخصومة منها للتحالف. أمّا موقف «القوات» فحسمه رئيسها سمير جعجع «عالقصر ما بتفوتوا». وعلى ما يبدو فقد بدأ نضوج فكرة لقاء قواتي مع «التيار الحر» في سياق صيغة لا تشبه صيغة إتفاق معراب القديم، بل أشبه بتفاهم على قلب الطاولة في مواجهة مرشح لا يحظى بموافقة المسيحيين. حصول مثل هذا التوافق يعد بمثابة الضربة القاضية.لكن حلفاء فرنجية يرون أنّه من السابق لأوانه قطع الطريق عليه. وتقول مصادر الثنائي الشيعي: نحن أمام مسار تراكمي له أطراف عديدة لم تدعُ فرنسا فرنجية للإعتذار منه وإلا لكانت أبلغته وهو في لبنان. وتكشف أنّ هناك أطرافاً معنية وجهت أسئلة الى فرنجية في لبنان تتعلق بالإستراتيجية الدفاعية والزيارة إلى سوريا تم إستكمالها في باريس مع ضمانات معينة مطلوب تقديمها. وتستدرك المصادر قائلة إن بداية المسار لا تعني تحسن ظروف إنتخابه لأن الإتفاق صعب للغاية لوجود تبدلات في الموقف السعودي وتغيير في إستراتيجية التعاطي، اللهم إلا إذا تدحرجت كرة الايجابية واعتبر السعودي أنّه لا يريد أي مكتسبات من لبنان مقابل أن يأخذها في أماكن أخرى. فهل يفعلها ويبتعد السعودي عن لبنان ويستبدله بأوراق أخرى أكثر أهمية؟ من السابق لأوانه حسم الإجابة.أخرجت فرنسا الملف الرئاسي من سباته لكن النتائج المرجوة رحلت إلى ما بعد عيد الفطر حيث يبدأ الكلام الجدي في الأسماء. وبغض النظر عما يعلنه وما يؤكد عليه، فإنّ «حزب الله» يلمس حجم الفيتو على فرنجية واستحالة طرحه لأنه موضع رفض محلي، اللهم إلا إذا نجح الفرنسي في إعداد طبخة رئاسته وهذا مستبعد لوجود أكثر من لاعب دولي وإقليمي لم يحسموا موقفهم بعد، أهمهم السعودي.يدرك الثنائي صعوبة الوضع ويستعد للتنازل لأجل حليفه بما يتوافق وإتفاق إيران مع المملكة، وإلا تقول مصادر سياسية تدور في فلك الثنائي، الإمكانية ساعتئذ واردة للذهاب نحو اسم من خارج التداول، كله يكون حائزاً على شروط تطمئن «حزب الله» وترضيه أو بالعكس.