خيارات التيار الوطني الحر.. المعارضة او التنازل لحزب الله!

13 أبريل 2023
خيارات التيار الوطني الحر.. المعارضة او التنازل لحزب الله!


يصر “التيار الوطني الحر” على اخذ موقف حاد من توجهات حليفه السابق حزب الله، وتحديدا في الاستحقاق والمعركة الرئاسية، الامر الذي يؤدي الى تباعد سياسي كبير بين الطرفين، ويجعل كل منهما يتخذ خياراته الداخلية بناء على ثابتة الخلاف الواقع بينهما، وهذا بات واضحا من خلال سلوك الحزب واتصالاته.

لكن حزب الله يمتلك بشكل لا يقبل الشك قدرة كبيرة على المناورة على الساحة اللبنانية بسبب تنوع علاقاته الداخلية وعملية التهدئة التي سادت بينه وبين قوى كثيرة كان يخاصمها في المراحل السابقة، اضافة الى الابواب المفتوحة له مع دول غربية وعربية مثل فرنسا وقطر.يستطيع حزب الله، حتى لو خسر حلفاءه الداخليين، ان يفاوض معتمدا على حضوره الاقليمي، لذلك فإن تأثره المباشر بالخلاف مع “التيار الوطني الحر”لا يطال قدرته على تحقيق اهدافه بالرغم من انه يجعلها اكثر صعوبة، لكن هذا الامر لا ينطبق على “التيار” الذي اعتمد طوال السنوات السابقة على رافعة الحزب السياسية في مختلف الاستحقاقات.اصبح “التيار الوطني الحر”اليوم محدود الخيارات في ظل قطعه طريق العودة على نفسه في مسألة دعم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، اذ ان “التيار”لم يعد بإمكانه سوى خوض معركة افشال وصول فرنجية الى بعبدا وهذا يعني انه في حال خسارته لهذه المعركة لن يكون قادرا على المشاركة في الحكم خلال عهد خصمه السياسي.لن يكون “التيار”ورئيسه جبران باسيل متساهلا في طلباته الحكومية في حال انتخب فرنجية رئيساً، لكن قدرة التعطيل التي تمتع بها سابقا عبر توقيع الرئيس ميشال عون وقبل ذلك بدعم من حزب الله لم تعد موجودة، ما يعني انه سيبقى خارج الحكومة بشكل كامل ليعارض العهد وينتقده.هذا السيناريو هو السيناريو الاكثر ترجيحا للمسار الذي يسير به “التيار”، خصوصا ان قدرته على ايصال اي مرشح ثالث شبه معدومة في ظل الاصطفاف السياسي الحاصل، اما الخيار الاصعب للتيار والذي يضمن له حضورا سياسيا ويحفظ له حصته في المرحلة المقبلة، فهو التنازل لحزب الله عبر دعم فرنجية او عبر تأمين النصاب له.بالرغم من الضجيج الاعلامي الكبير الذي يقوم به “التيار” والذي يحقق انتصارات تكتيكية في السياسة الداخلية، والذي يحافظ له على صورة الفاعل والمؤثر بعد خروج الرئيس ميشال عون من قصر بعيدا، الا ان الواقع السياسي العوني ليس مريحا كما كان في السنوات الماضية..