هذا ما لم يقله ألان عون في مبادرته الرئاسية

23 مايو 2023
هذا ما لم يقله ألان عون في مبادرته الرئاسية


 
كتبت كلير شكر في” نداء الوطن”: فجّر النائب ألان عون قنبلة مدوية، قد تعيد خلط الأوراق، على أكثر من صعيد، بعدما وضع رسمياً ترشيح أحد أعضاء «تكتل لبنان القوي» على طاولة المفاوضات الجدية. هو طرح ليس بجديد، ولكن تقديمه بهذا الشكل وبهذا التوقيت له أهميته. قال نائب بعبدا إنّه لا امكانية للاتفاق على اسم مع المعارضة بوجه الثنائي الشيعي إلا اذا كان من «التكتل»، فيما التفاهم مع الثنائي يقتضي الاتفاق على اسم مقبول من الأخير، ليطوي نهائياً صفحة جهاد أزعور الذي يرفض بالأساس أن يكون مرشح تحدٍ.بالتفصيل، يتبيّن أنّ ألان عون قرر القفز فوق الحائط المسدود الذي بلغته المشاورات بين «التيار الوطني الحر»، أو بالأحرى بين رئيسه جبران باسيل والمعارضة، لكون الاتفاق المنتظر لن يكون ذا قيمة اذا لم يكن المرشح المقبول من هذه القوى، مقبولاً أيضاً من الثنائي الشيعي. حتى أنّ المعارضة تتصرّف على هذا الأساس لأنّها تعرف أنّ أي مرشح مرفوض من الشيعة، لن يخرج من تحت قبة البرلمان رئيساً. ولهذا لا تزال تلك المشاورات دونها عقبات.بناء عليه، اقترح نائب «لبنان القوي» التفكير من «خارج العلبة»: وحده أحد نواب تكتله قد يكون استثناءً لقاعدة التوافق الإلزامي مع الثنائي الشيعي. بمعنى أنّ هذا المرشح هو حكماً لن يكون مرفوضاً من الثنائي لكونه ينتمي إلى تكتل نيابي حليف لـ»حزب الله» منذ أكثر من 17 عاماً، ما يعني أنّ الأخير لن يكون في موقع الاستهداف فيما لو صار هذا المرشح رئيساً.ما بين السطور
وما لم يقله عون في كلامه، يمكن فهمه بين السطور. وهو أنّ هذا الطرح: – قد يُحرج أولاً جبران باسيل اذا ما تلقفته المعارضة على نحو ايجابي، خصوصاً وأنّ مسألة ترشيح أحد نواب «التكتل» ليست موضع ترحيب من جانب رئيس «التكتل»، مع أنّ عدداً لا بأس به من النواب يعتبرون أنّها محاولة تستحق أن تعطى فرصتها خصوصاً اذا استمرت المراوحة الرئاسية ولم ينجح الثنائي الشيعي، بدفع فرنسي لا يزال متحمساً لخيار فرنجية، في فتح الأبواب المغلقة. فهذه المراوحة قد تدفع «الحزب» إلى التفكير بخيارات جديدة، يعتقد بعض العونيين أنّهم «أوْلى بها».
– قد يُحرج أيضاً الثنائي، وتحديداً أمام الشارع المسيحي لكونه طرحاً لا يشكل تحدياً ولا استفزازاً. كما أنّ تبني ترشيح أحد نواب «التكتل» يعني أنّ الأخير لم يسلك خيار المواجهة، لا بل أتى بالآخرين إلى خياره. وهذا ما يسحب ذريعة الرفض من جانب «حزب الله» تحديداً.
– هو إعلان صريح من نائب عوني، يمثل رأي مجموعة وازنة من النواب، بأنّ التعامل من قبل أي طرف مع «تكتل لبنان القوي» في الإستحقاق الرئاسي يتطلّب الأخذ بالإعتبار تعدّد التوجّهات الموجودة فيه والتي لا يمكن أن يتفرّد بها أحد خاصة في استحقاق مفصلي بحجم رئاسة الجمهورية في ظلّ كل الإنعكاسات التي ستنتج عنه على البلد وعلى «التيار» تحديداً.
– هو تأكيد على رفض استخدام «التيار» في معارك عبثية قد تضرب صدقيته، والتصويب بالمقابل على أنّه قادر على لعب دور توافقي جامع يطمئن بقية القوى خصوصاً وأن خطوط التواصل مفتوحة مع الجميع ويفترض استثمار هذا الأمر لإنجاز الاستحقاق على نحو تفاهمي.وسواء سلكت مبادرة ألان عون طريقها إلى التطبيق أم انتهت في أرضها، فهي أتت في هذه اللحظة كـ»ضربة معلم» من شأنها أن تخلط الأوراق اذا ما جرى تلقفها بهدوء وروية، ولو أنّ الحزب «التقدمي الاشتراكي» سرعان ما صوّب عليها من خلال وصف شروطها بالتعجيزية. والانطلاقة ستكون اليوم خلال اجتماع المجلس السياسي لـ»التيار الوطني الحر» الذي سيعقد برئاسة باسيل.