منذ يومين والنائب جبران باسيل بحّ صوته دفاعا عن “حقوق المسيحيين” ورفضا “لضرب الميثاقية والشراكة والدستور”، ولا احد كلّف نفسه الوقوف على خاطر الرجل. كلهم تكتلوا ضده وهو وحده يقف في وجههم.
تحالف مع حزب الله الذي رفده بالنواب لتصبح كتلته النيابية وازنة، بعد ان اوصل عمه الرئيس الاسبق الى بعبدا. ومع ذلك بات جبران يقاتل الحزب الذي اختار مرشحا رئاسيا لم يكن هو، ويشارك في اعمال الحكومة، وليس في الافق ما يوحي بأنه سيغيّر موقفه.
حاول تهميش كل من يعارضه داخل تكتله النيابي ، لعله ينجح في ترهيبهم ومنعهم من فتح “جزيرة” نفوذ ورئاسة داخل “التيار”، فكان له الان عون بالمرصاد وتركه محمد يحيي اعتراضا.
يحاول الانفتاح على الاحزاب المسيحية المعارضة، ولا يسمع الا كلام التشكيك بمواقفه وخياراته الفعلية وتذكيرا بتفاهم معراب، الذي انقلب عليه في “العهد القوي”.
فعل المستحيل ليمنع وصول الرئيس نجيب ميقاتي الى رئاسة الحكومة، ومع ذلك فان ميقاتي بات رئيس الحكومة التي تتولى مهام ادارة شؤون البلد في انتظار الفرج الرئاسي، ويتحرك رئيسها في كل المحافل العربية والدولية سعيا لانقاذ ما يمكن انقاذه.
ضغط على وزراء “التيار” ليقاطعوا جلسات الحكومة علّها تفرط “حماية لحقوق المسيحيين” ، لكن شيئا من هذا لم يحصل، فجورج بوشيكيان امّن النصاب المطلوب فكرت سبحة الجلسات، وجاءته “المصيبة” الاخيرة الممثلة بمعاودة الوزير عصام شرف الدين حضور الجلسات لتزيد ازمته . وباتت الحكومة اكثر ارتياحا على وضعها.
بعد كل ما تقدم، لا يسعنا الا ان نشد على ايدي باسيل ونقول له: استمر في هذا النهج ولا تتراجع، ولا تيأس، فهذه هي الطريقة الوحيدة التي تجعل خصومك يربحون وانت تخسر. والدليل ان الجميع حذرون وخائفون من أن تنقلب عليهم، وأولهم من تلتقي واياهم حاليا. والدليل ايضا ان الحكومة تجتمع وانت تصرخ و” الخوف” ان تصل الى الوحدة والعزلة التامة.
لهذا السبب نقول لك: ثابر ولا تيأس يا جبران…