موفد من السلطة الفلسطينية زار بيروت والنتائج محدودة

28 يوليو 2023
موفد من السلطة الفلسطينية زار بيروت والنتائج محدودة


كتب ابراهيم بيرم في” النهار”: بعيداً من الاضواء، مقروناً بقلة اكتراث اعلامي وسياسي لبناني بالتطورات الفلسطينية في الداخل وفي الساحة اللبنانية، زار رجل الأمن القوي في مناطق السلطة الفلسطينية اللواء ماجد فرج بيروت ومن ثم غادرها، بعدما سعى الى تنفيذ مهمات عدة نيطت به.

اختارت السلطة الفلسطينية بيروت بالذات منصة تطلق منها حراكا غايته البحث عن تفاهمات تفضي الى تسويات تحول دون انفجار التناقضات الفلسطينية العميقة والمزمنة.
وليس مستغربا ان تكون العاصمة اللبنانية هي المنطلق والمحور لهذا الحراك، اذ انها تحوي كما هو معلوم قيادتي حركتي “حماس” و”الجهاد الاسلامي” في الخارج، الى فصائل تاريخية مثل “الجبهة الشعبية” و”القيادة العامة”، وكلها فصائل تستظل وجودها وتستقي دعمها من “حزب الله”، فضلاً عن ان لبيروت عند السلطة وحزبها حركة “فتح” قيمة معنوية ورمزية مضافة، خصوصا ان “فتح” كان لها دور رئيسي واساسي في لبنان قبل عام 1982.وبحسب المعلومات المستقاة من اكثر من مصدر فلسطيني في بيروت، فان اختيار السلطة للرمز الامني الاساس فيها والمحاصَر بكثير من الشبهات والاتهامات للحضور الى بيروت قد زاد من منسوب الارتياب والقلق عند الفصائل المعارضة، خصوصا ان السلطة ضربت عرض الحائط بكل النداءات التي وُجهت اليها للكفّ عن حملات الاعتقال والافراج عن المعتقلين او عن بعضهم.ومع ذلك فان اللواء فرج نجح في اجراء اتصالات مع قيادات فلسطينية ولبنانية وفي حصد نتائج، وقد عُدت موافقة “حماس” على التقاء رئيس مكتبها السياسي اسماعيل هنية برئيس السلطة محمود عباس في انقرة خرقا نوعيا حققه هذا الحراك، خصوصا انه أفضى الى دقّ اسفين بين الفصائل المعارضة المنتقدة لأداء السلطة، فضلاً عن ان “حماس” تعهدت ضمناً حضور لقاء القاهرة من دون شروط ومقدمات، وهو امر إن حصل يعني ان السلطة بامكانها ان تظهر بمظهر الفاعل خلافا لما سرى سابقا من انها ضعفت ويكاد دورها يؤول الى اضمحلال، خصوصا بعدما سرقت المجموعات المقاتلة في الضفة الغربية الاضواء.ومعلوم ان هذه المواجهة بدأت بعدما انسحب ممثلو الجانب الفلسطيني من اللجنة اعتراضا على وثيقة تعدّها اللجنة لتنظيم حق العمل والتحرك للاجئين.وفضلاً عن ذلك، ثمة مواجهات بين الفلسطينيين انفسهم ووكالة “الاونروا” مقرونة بكلام عن خلافات تذرّ بقرنها بين قيادات حركة “فتح” من جهة وبين الحركة والسفارة الفلسطينية من جهة اخرى، وهي تحوّلت صراعات سمحت لفصائل معارضة بالتمدد في المخيمات.وبناء على كل ذلك، تكتسب زيارة اللواء فرج لبيروت اهمية كبرى.