الحكومة تطفئ شمعتها الثانية… ماذا كان حلّ بلبنان لو لم تكن حاضرة؟

9 سبتمبر 2023
الحكومة تطفئ شمعتها الثانية… ماذا كان حلّ بلبنان لو لم تكن حاضرة؟

 
الحكومة الحاضرة تتصدّى بكل اندفاع، ومن دون أن تثبط همّتها ما يضعه البعض من عراقيل، لكل المشاكل الكثيرة، التي يتعرّض لها الوطن في غياب أي مسؤولية لدى هؤلاء، الذين لا همّ لهم سوى التصويب على ما تبذله من جهود لـ “فرملة” الانهيار، ولمنع الوصول إلى قاع الهوّة. فلو لم تقم الحكومة بما يمليه عليها واجبها الوطني فماذا كان سيحّل بالمواطنين الذين يعيشون كل هذه الأزمات المتراكمة والمتوالدة؟ كيف كان يمكن تأمين التغطية المالية اللازمة لدواء الأمراض المزمنة والمستعصية؟ كيف كان سيواجه الطلاب معضلة همّ العام الدراسي؟ ماذا كان سيحّل بهم لو لم تصدر عنها قرارات تتعلق بموازنة العام 2023، وبالتالي موازنة العام 2024؟ كيف كان المواطنون سيواجهون الأزمات المالية المتتابعة لو لم يقرّ برنامج “بلومبرغ”؟ كيف كان استعاد جنسيتهم من يحق لهم بها من المغتربين؟  هذه الحكومة وجدت نفسها موضوعة في زاوية الأزمات وبين أيديها كرة نار. فلو تخّلت عن مسؤوليتها كما فعل غيرها فهل كان اللبنانيون اليوم قادرين على الاستمرار، وهو استمرار الحدّ الأدنى، وهو أقل ما يمكن فعله تجاه مواطن متروك لقدره؟ 
 
ما قاله الرئيس نجيب ميقاتي في جلسة مجلس الوزراء الاخيرة يختصر ما يعانيه الوزراء في وزاراتهم. “فهم يتحملون المسؤوليات بجدارة ويقومون بواجباتهم تجاه الوطن ويؤمنون استمرارية  الخدمة” . وأكد “اننا نصرّف الاعمال ولا نتصرف بالوطن”. نحن نتحمّل المسؤولية ولا نصادر السلطة، ولا نريد ان نكون بديلا لاحد. فتحمّل المسؤولية ليس مسألة سهلة، ويشهد الجميع على أننا نقاوم ونسعى قدر المستطاع لتجاوز هذه المرحلة الصعبة.”.وتابع: “هناك ملفات اقتصادية واجتماعية صعبة جدا،  أهمها تفلّت اسعار  السلع والمواد والخدمات  والاقساط الجامعية والمدرسية وفواتير الاستشفاء واسعار  التأمين والحاجات الاساسية. الحكومة مسؤولة عن الامن الاقتصادي والصحي والغذائي، وادعو  الوزارات والجهات المعنية الى  مراقبة الاسعار وحماية المواطنين من اخطار  الجشع  وانزال العقوبات بالمخالفين الذين يبتزون الناس ويستنزفون قدراتهم. وقال : “مع بدء العام الدراسي، فإننا نتابع صرخة الاهالي من  غلاء الاقساط في المدارس وارغامهم على الدفع بالدولار بنسب متفاوتة لا معايير واضحة لها”.  وبعد هذا الكلام الصادر عن رجل دولة مسؤول في مرحلة تكاد تكون الأخطر على مستوى ما يتعرّض له الوطن من أزمات تصعب مواجهتها نرى من لا يزال يهوى مقارعة طواحين الهواء، وشهر سيف التهديم والتهشيم، وهو لا يترك مناسبة إلا ويصّوب سهامه السامّة نحو صدر الحكومة، التي لا تزال تعمل بـ “اللحم الحي”، وتحاول القيام بالمستحيل لكي تبقى للمواطن كرامته الغالية كثيرًا على قلبه. 
 
باختصار، فإن ما تقوم به الحكومة من خطوات تجاه مواطنيها انما تقوم بما ينسجم مع مبادئها، على أمل أن ما ينتظر اللبنانيين بعد انقشاع هذه الغيمة السوداء عن سمائهم أفضل بكثير مما يعيشونه اليوم، وهو سيكون ثمرة جهادهم وصبرهم وتحمّلهم. وما يتحمّلونه لم يسبق لشعب آخر أن تحّمله وبقي صامدًا كما يفعل كل لبناني في آخر قرية من قرى لبنان التي تقاوم الأعاصير وتتحدّى الظروف الصعبة.