كتب محمد علوش في” الديار”: على وقع دخول مختلف ملفات المنطقة مرحلة من الجمود، بسبب التطورات التي نتجت من الأوضاع الميدانية في غزة، تتحدث بعض الأوساط المحلية عن أن الأفرقاء اللبنانيين أضاعوا في الفترة الماضية، فرصة ذهبية من أجل الوصول إلى تسوية سياسية تقود إلى انتخاب الرئيس المقبل، لا سيما خلال زيارة المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان الماضية، ثم التحرك الذي قامت به قطر على هذا الصعيد.
Advertisement
ومن وجهة نظر هذه الأوساط، ما ينبغي التوقف عنده على هذا الصعيد، هو التسليم بأن كل الأمور معلقة على نتائج المواجهة في غزة، بالرغم من أن هناك مؤشرات على أنها قد تطول، نظراً إلى الأهداف الكبيرة المعلنة من العدو الإسرائيلي، مع ما يعنيه ذلك من تزايد التحديات التي ستفرض نفسها على الجانب اللبناني.
يُفترض أن تعقد حكومة تصريف الاعمال اليوم جلسة وزارية للبحث في المستجدات الأمنية في ملف النزوح، الذي لا يمكن التقليل من خطره في ظل كل ما يجري، لأن الاستخفاف فيه سيؤدي الى نتائج قد تكون موازية لنتائج أي تصعيد عسكري قد يحصل، رغم أنه لا توجد ضمانات بتأمين النصاب، الا أن ميقاتي يراهن على “المسؤولية الوطنية” للاطراف في الحكومة. مع العلم أن هذه المسؤولية الوطنية شبه مفقودة لدى الجميع، فلو كانت متوافرة لما كنا نعيش في حالة الفراغ الراهنة.
بحسب مصادر سياسية متابعة، فإن الوضع الحالي لا يسمح ببقاء كل الملفات الداخلية على ما هي عليه، وبحال كانت هناك صعوبات في انتخاب رئيس للجمهورية، فيجب أن يُبحث بتفعيل حكومة تصريف الأعمال، ولمَ لا القيام ببعض التعيينات الضرورية والطارئة، أبرزها تلك المتعلقة بالمؤسسة العسكرية التي لا يجب أن يشملها التعطيل بأي شكل من الأشكال، لأنها مسؤولة في ظل ما يجري جنوباً، ومسؤولة بما يتعلق بضبط ملف النزوح في الداخل.
تفعيل الحكومة قد يكون اولوية، في حال بقي التصعيد سيد الموقف، وإلا فلن تكون المواجهة سهلة على لبنان في ظل الفراغ والتعطيل والصراعات السياسية، التي بدأت تتفاعل مع ما يجري على الجبهة الجنوبية، وبحسب المصادر فإن وتيرة الاشتباك السياسي سترتفع تدريجياً كلما تطورت المستجدات الأمنية على الحدود.
في الرئاسة تجزم المصادر أن لا جديد يُذكر، فالعين اليوم على وضع المنطقة التي تقف على شفير الحرب، في ظل دعم أوروبي وأميركي غير مسبوق للجرائم الاسرائيلية، وبالتالي فلبنان متروك للمسؤولين فيه، والاهتمام الدولي اليوم ينصب على معرفة موقف حزب الله والمدى الذي يمكن ان تصل الأمور إليه، وكل باقي الملفات دخلت ثلاجة الانتظار.