تتكثف الحركة الدبلوماسية باتجاه لبنان في مسعى واضح لمنع انزلاق الاوضاع في الجنوب نحو الانخراط في الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة، والحد من التصعيد العسكري الذي تشهده الحدود الجنوبية .
وتندرج في هذا السياق زيارة وزيرة خارجية فرنسا كاترينا كولونا امس والتي ستليها اليوم زيارة وزير خارجية تركيا حاقان فيدان الذي سيلتقي رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في السرايا عند الثانية عشرة والنصف.
بالتوازي تواصل الدوائر المعنية اتخاذ التدابير الميدانية والعملانية الوقائية بموجب قرار مجلس الوزراء الاخير، استعدادا لأي تطور طارئ في الوضع الميداني في الجنوب.
وفي هذا السياق تعقد “هيئة ادارة الكوارث” اجتماعها السادس اليوم في السرايا بعد ظهر اليوم، فيما من المقرر ان تعقد جلسة لمجلس الوزراء هذا الاسبوع لاستكمال بحث الاوضاع الراهنة ودرس جدول اعمال تم توزيع عناوينه على الوزراء أمس للاطلاع.
أوساط حكومية معنية قالت “يحلو للبعض تسلّق المنابر الاعلامية والشعبية واطلاق المواقف المتفلتة من اي حكمة او ضوابط وطنية واتهام الحكومة زورا بالتقصير وعدم التعاطي مع المستجدات ، فيما الحقيقة ان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يعتمد اسلوب الواقعية والمعالجة الهادئة بعيدا عن الاثارة الاعلامية.”
واشارت الأوساط “الى أن رئيس الحكومة كان واضحا في كلامه أمام زواره بالامس عندما أكد ان الاتصالات التي يجريها تتم بعيدا عن الاثارة الاعلامية حرصا على نجاحها ولعدم اثارة الهلع عند الناس، معتبرا أن الاتهامات التي توجّه الى الحكومة بالتقصير هي اتهامات سياسية للتحامل ولا أساس لها على ارض الواقع”.
ولفتت الاوساط الى “ان الموقف الحكومي مما يجري في الجنوب شديد الوضوح ومفاده ان هناك وحدة لبنانية كاملة تضامنا مع فلسطين، لكن لا مصلحة لاحد بالقيام بمغامرة فتح جبهة من جنوب لبنان، لان اللبنانيين غير قادرين على التحمّل”.
وتوقفت الاوساط عند قول رئيس الحكومة “إن لبنان في عين العاصفة، والمنطقة ككل في وضع صعب ولا يمكن لاحد أن يتكهن بما قد يحصل”.
ودعت الاوساط جميع القيادات والمعنيين الى مؤازرة الحكومة في جهدها لوقف التصعيد، لان المرحلة الحالية هي للتضامن وليس للمناكفات والحسابات السياسية الشخصية”.