الحرب باتت على الطاولة… فهل تشتعل المنطقة؟!

19 أكتوبر 2023
الحرب باتت على الطاولة… فهل تشتعل المنطقة؟!


يبدو أن “تل أبيب” قررت الذهاب بعيداً في تصعيدها ضدّ قطاع غزّة، فهي بعد مجزرة مستشفى المعمداني الاخيرة التي ارتكبتها لم تتراجع عن العدوان بل لا تزال عند أهدافها المُعلنة والتي تتركّز حول إخراج “الغزاويين” من شمال قطاع غزّة نحو جنوبه وإفراغ غزّة بالكامل من المواطنين.

وبحسب مصادر عسكرية مطّلعة فإنّ تصعيد الكيان المُحتلّ باتجاه غزّة يمكن وصفه بأنه كامل ونهائي وبأن أهداف العدو لا تراجع عنها في المدى المنظور، بل على العكس تماما فإنّ تل أبيب قد حصلت على دعم أميركي مطلق للاجتياح البري، وهذا من شأنه أن يفتح الباب أمام العديد من الخطوات التصعيدية التي قد تحصل في المنطقة بين القوى والدول المتحالفة مع حركتي حماس والجهاد الاسلامي اللتين تقاتلان في قطاع غزّة المُحاصر بشكل كامل.لكن، وبالتوازي مع كل هذه الاحداث، يبدو أن هناك موقفا عربيا واضحا يرفض نقل سكّان غزّة الى مصر بل يعمل على ضرورة حماية المدنيين ونقلهم الى مناطق مجاورة داخل الاراضي الفلسطينية، وهذا الامر يبدو أنه يشكّل عائقاً حقيقياً أمام العدو. لذلك فإن رفض مصر وإن لم يكن منطلقاً من قناعات مرتبطة بالقضية الفلسطينية إلا أن أهميته تكمن في أنه يعرقل الأهداف الاسرائيلية.ولعلّ زيارة الرئيس الاميركي جو بايدن الى تل أبيب ظهّرت عدّة أمور؛ أولها أن الدعم الاميركي لا يزال مطلقاً، وأن عملية وقف إطلاق النار ليست ضمن الحسابات الاميركية بل إنهم يذهبون إلى أبعد من اسرائيل في بعض القضايا المرتبطة بحسم المعركة استراتيجياً واجتثاث “حماس” وإعادتها سنوات طويلة الى الوراء، كذلك فإن واقع الزيارة الاميركية يوحي بأن واشنطن عادت اليوم لتركّز بشكل كبير على الشرق الأوسط.وتقول المصادر بأنّ امكان الوصول الى حرب متعدّدة الجبهات بات مطروحاً بجدية على الطاولة، وأن إيران تستغل تقاطع موقفها مع مواقف بعض الدول العربية التي كانت تخاصمها في السنوات الفائتة بهدف ممارسة ضغوط كبيرة لوقف الحرب على غزّة أما في حال فشلت في تحقيق أهدافها فإنها ستحصل على غطاء، أقلّه غطاء شعبي في المنطقة، يجعلها من خلال حلفائها تقوم بعمليات عسكرية قد تشعل المنطقة وتخرج عن السيطرة بشكل كامل.