كتب طوني عيسى في “الجمهورية”: في الساعات الأخيرة، يتردّد السؤال بقلق في بعض الأروقة: ماذا سيفعل الأميركيون في لبنان بعد الفشل الذي أصاب عاموس هوكشتاين في مهمّته اللبنانية الأخيرة؟ واستطراداً، هل يمكن أن يخسر لبنان تغطيته الدولية ويتعرّض لصدمة يعدّ لها بنيامين نتنياهو ورفاقه؟
ثمة من يتوقع أن تكون انعكاسات عدة لفشل الوساطة الأميركية بين لبنان وإسرائيل، مرحلياً على الأقل، وأبرزها الآتي:
-1 سيطلب الأميركيون مجدداً من الفرنسيين والقطريين أن يتحرّكوا مجدداً على الخط اللبناني.
-2 سيتذرّع بنيامين نتنياهو ورفاقه بفشل وساطة هوكشتاين الأخيرة ليحمّلوا الحكومة اللبنانية بكاملها المسؤولية.
ويدرك الإسرائيليون أنّ الصيغة المثلى لإبعاد خطر» حزب الله «ليس ضربه بالصواريخ من الجو، بل إدخاله في تسوية سياسية تبعده عن الحدود مسافة كافية في الداخل اللبناني، ومنعه من الحصول على صواريخ دقيقة بعيدة المدى أو مسيّرات ذات قدرات نوعية يمكن أن تشكّل خطراً على إسرائيل.
لكن » حزب الله « لا يتخلّى عن قدراته هذه وهو بالتأكيد لن يقبل بوضعها تحت سلطة الدولة، إلاّ إذا كانت هذه الدولة مطمئنة تماماً له. وهذا تحديداً ما سيتمكن من تحقيقه بامتلاكه القرار السياسي والأمني الأول في البلد. ففي هذه الحال، يصبح سلاحه جزءاً من سلاح الشرعية في لبنان، ويكون هو رأس هذه الشرعية، فيبقى ممسكاً به. وقد لا ترفض أي من القوى الدولية والإقليمية ذلك، إذا تحقق ضمن تسوية كبرى توفر المصالح للجميع.