تقارب في انتظار ظروف التسوية الرئاسية

20 يناير 2024
تقارب في انتظار ظروف التسوية الرئاسية


استقبل الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وعقيلته السيدة نورا جنبلاط في كليمنصو، رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية وعقيلته السيدة ريما فرنجية، والنائب طوني فرنجية وعقيلته السيدة لين زيدان، في حضور رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط وعقيلته السيدة ديانا جنبلاط، السيد جوي الضاهر وعقيلته السيدة داليا جنبلاط، وعضو كتلة “اللقاء الديمقراطي” النائب وائل أبو فاعور وعقيلته السيدة زينة حمادة، و”كان بحث على مائدة العشاء في مختلف الشؤون العامة”، بحسب بيان للتقدمي.

وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن العشاء العائلي بين آل جنبلاط وآل فرنجية شكل مناسبة للخوض في البحث في عدد من الملفات ووضع إطار لتبادل الرأي وأشارت إلى أنه لا يجوز  تحميل هذا العشاء اكثر مما يجب  لاسيما بالنسبة إلى الاستحقاق الرئاسي لاسيما ان المجتمعين ركزوا على أهمية إنجاز الاستحقاق الدستوري ولا يمكن إدراج الاجتماع في سياق تبني كتلة الإشتراكي ترشيح فرنجية للرئاسة وفي الأصل لم يكن هدفه الحديث في هذا السياق. 
وقالت المصادر أن خشية جنبلاط من اندلاع الحرب حضرت في الاجتماع واعلنت أن موضوع تعيين رئيس هيئة الأركان قاربه الفريقان من ضرورة حسمه ولم يُبدِ رئيس تيار المردة أية ممانعة في هذا الأمر. 
إلى ذلك،  اعتبرت المصادر أن تمرير هذا الملف وحده في مجلس الوزراء قد يؤدي بالنسبة إلى البعض  إلى إشكال، ولذلك يحتاج إلى المزيد من الاتصالات فضلا عن أنه إذا اقرته الحكومة فسيعرضها إلى المزيد من الانتقادات هي  بغنى عنهاوذكرت “البناء” أن اللقاء لم يكن وليد الساعة، بل سبقته سلسلة اتصالات ووساطات عدة من قبل مرجعيات سياسية رفيعة عملت لعقد هذا اللقاء.. وإن سادت اللقاء أجواء عائلية لكن لا يحجب أبعاده السياسية في تقريب وجهات النظر بين جنبلاط وفرنجية للتمهيد لالتقاء الطرفين عندما تنضج ظروف التسوية الرئاسية. ولفتت المعلومات الى أن أسهم فرنجية لا زالت الأعلى لكونه المرشح الجدّي الأوحد مقابل غياب بقية المرشحين، كما قال رئيس مجلس النواب نبيه بري في تصريحه منذ أيام.وكتبت” النهار”:عشاء كليمنصو اسبغ عليه طابع عائلي بعيدا من الإعلام ولم تصدر أي تصريحات عن المجتمعين فيما نقل عن مصادر اشتراكية ان جنبلاط لم يبدل موقفه من رئاسة الجمهورية وزيارة فرنجية عائلية .وقبل عشاء كليمنصو مساء كان فرنجية قد زار قائد الجيش في مكتبه في اليرزة مقدما اليه تعازيه بوفاة والدته وكانت فرصة للبحث في الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة. وافادت معلومات “ان الزيارة فتحت بابا للتواصل واتسمت بأجواء جيدة جدا وإيجابية”.وكتبت منال شعيا في” النهار”: تقول أوساط الاشتراكي لـ”النهار”: “لا شيء مقابل هذا اللقاء أو العشاء. لا مقايضة ولا تكتيكات سياسية أو رئاسية. هو يأتي من ضمن الأجواء التواصلية والانفتاحية مع الجميع، وله بعد اجتماعي – عائلي، وإن كان يأتي في ظرف سياسي، داخلي وخارجي حسّاس. لكن الأهم أن لا مقايضة أو لا طلبات ستطلب أو ستلبّى، من وراء انعقاده”.حقيقة هذا الكلام أو هذا التوضيح، كثرة المعلومات التي سرت عن أنه “لا يمكن عزل عشاء كليمنصو عن إصرار الاشتراكي على إمرار التعيينات العسكرية، بسلاسة، داخل مجلس الوزراء، وبالتالي هو يريد من المردة تأمين النصاب أولاً، والموافقة ثانياً على تعيين رئيس للأركان. وفي المقابل، لا بد من أن يكون للمردة طلب سياسي (رئاسي) ما”.
وكتب صلاح سلام  في ” اللواء”: العشاء العائلي الذي جمع وليد جنبلاط وسليمان فرنجية، يمكن أن يتحول إلى نموذج في مسار كسر الجليد في الحركة السياسية، بهدف إنهاء القطيعة التي تحكُم العلاقات بين القيادات السياسية والحزبية، وتُعطل إمكانية الوصول إلى حلول معقولة ومناسبة للأزمات التي يتخبط فيها البلد، وفي مقدمتها الشغور في رئاسة الجمهورية.في تاريخ لبنان الإستقلالي لم تحصل مثل هذه القطيعة الشاملة بين الأطراف السياسية، رغم الخلافات التقليدية، والتباعد بينهم حول الخيارات في السياسة الخارجية، كما هو حاصل اليوم.الوطن بحاجة إلى قادة من نوع رجال السياسة الذين يتجرأون على إتخاذ المبادرات الشجاعة لإنقاذ البلد من الأزمات المتسارعة والمتراكمة، ولو على حساب بعض التضحيات الأنانية والفئوية.