كعادته ومنذ 19 عاماً يوم اغتيل الرئيس الشهيد رفيق الحريري في 14 شباط 2005، يستعد تيار “المستقبل” لإحياء ذكرى محاولة قتل لبنان الذي أصيب في الصميم فكاد الهيكل أن ينهار لا بل تطايرت شظايا الجريمة الارهابية إلى خارج الحدود حيث حفرت آثارها ولا تزال، فهل سيلتقي الحريري والحريريون هذا العام؟
تعود ذكرى اغتيال عاشق لبنان حتى الموت ولا تزال العدالة أسيرة التفلت من إحقاقها على الرغم من بلوغ الحقيقة معظم طريقها الشائك، ولكن هناك مَنْ لا يزال مصراً على الوقوف وفاءً لمؤسس وطن العيش المشترك ممسكاً بيد حامل الشعلة الذي لو خُيِّرَ بين أن يستشهد سياسياً من أجل قتل الفتنة والنيل من مشروعها الظلامي أو أن يتربع على عرش سلطة زائلة وفق رؤيته مهما طالت لاختار الموت على مذبح الوطن ليحيا أبناؤه وبهم.
لا شك في أن رئيس تيار “المستقبل” سعد الحريري سيحضر مع رفاقه الأوفياء، كل الأوفياء الذين ما انفكوا يناضلون من أجل القضية منتظرين استكمال المشروع، لاستذكار والده متحدثاً إلى روحه بما يختلج في صدره من شجون على وطنٍ أحباه معاً.
في هذا السياق، علم “لبنان الكبير” من مصادر قيادية في تيار “المستقبل” أن اجتماعاً تنسيقياً لتنظيم ذكرى 14 شباط عقده المكتب التنفيذي برئاسة الأمين العام أحمد الحريري وللمرة الأولى في “بيت الوسط” على اختلاف المرات السابقة في مكتب الأمانة العامة للتيار، حضره معظم القياديين والشخصيات المستقبلية ومنسقو مختلف المناطق والقطاعات والمصالح. وتمَّ الاتفاق على إطلاق شعار “تعوا ليرجع”، كما وضعت آلية تنفيذية لتأمين النقليات للحشود المدعوة وتلك التي تتداعى بنفسها إلى المشاركة في الذكرى السنوية.
وتشير المصادر التي تحدثت لـ “لبنان الكبير” إلى دلالة انعقاد اجتماع المكتب التنفيذي في “بيت الوسط” عن وجود اتجاه إلى “تعليق قرار العمل السياسي” الذي أعلنه الحريري مطلع العام 2022.
وعن علاقة الحريري و”المستقبل” بالمملكة العربية السعودية، تقول المصادر القيادية في التيار بأنها تسير في الطريق الصحيح وكل شيء متروك لأوانه.
“تعوا ليرجع” رسالة سيطلقها الحريريون في 14 شباط 2024 للقول للرئيس الشهيد رفيق الحريري بأنهم “عالوعد مكملين دربه” وللرئيس سعد الحريري “معك عالمرة قبل الحلوة” وللأقربين والأبعدين “معهما باقون”، فما هي الرسائل التي سينشرها الحريري الابن في ذكرى الحريري الأب؟