الأولوية لوقف النار بـأي ثمن

7 مارس 2024
الأولوية لوقف النار بـأي ثمن

 

أفادت المعلومات الديبلوماسية أنّ الموفد الأميركي آموس هوكشتاين يسعى «فعلياً إلى فصل لبنان عن غزة وفرض الهدوء على الحدود الجنوبية، ولكن هذه المرّة بأقل التكاليف والشروط الممكنة». وقالت هذه المعلومات: «إنّ ما يشهده لبنان حالياً هو لعبة عضّ الأصابع في الوقت المحموم، فالإدارة الأميركية تضغط لتحقيق إنجاز قبل الانخراط في الحملات الانتخابية، فيما إسرائيل تخوض معركة مصيرية. وفي المقابل، يلعب «حزب الله» على حافة هاوية الحرب التي تلوّح إسرائيل بشنّها على لبنان كي تنهي تهديد «الحزب» لحدودها الشمالية». وفي التفاصيل المتصلة بزيارة هوكشتاين الأخيرة للبنان، التي توافرت لـ»نداء الوطن» أمس، تبيّن استناداً الى اللقاءات التي عقدها أنه «تراجع في آخر نسخة من العروض التي تقدّم بها، عن مطالبه وشروطه السابقة، في محاولة جديدة لإغراء «حزب الله» للقبول بما هو معروض عليه، مقابل التهديد الذي تمارسه إسرائيل بتصعيد عملياتها العسكرية، حتى لو حصلت الهدنة في غزة». وتفيد المعلومات ايضاً أنّ الموفد الأميركي «تراجع عن شروط إنسحاب «حزب الله» ولم يذكر هذا الأمر في لقاءاته، بحيث صار كل مطلبه حصول وقف لإطلاق النار، بضمانات من الفريقين، على أن يصار في مرحلة لاحقة إلى البحث في حلّ النقاط الحدودية الست العالقة ضمن إطار اللجنة الثلاثية غير المباشرة برعاية «اليونيفيل»، بالتوازي مع البحث عن صيغة معالجة للنقطة B1 المهمة استراتيحياً بالنسبة للإسرائيلي». وبالنتيجة، يُفهم أنّ جلّ ما يريده هوكشتاين فوراً هو «فرض وقف لإطلاق النار في الجنوب لفصل لبنان عن غزة، على أن يصار في مرحلة لاحقة الى البحث في ملف الحدود البرية مقابل إعادة إعمار الجنوب»، وفق المعلومات التي رجّحت أنّ «حزب الله» اقتنع بأنّ الإدارة الأميركية بدأت تتراجع في مطالبها، لدرجة تجاهل الـ1701، فراح يصوب على مهمة موفدها، لدفعه إلى مزيد من التنازل». في مقابل ذلك، أوضح مصدر ديبلوماسي أنّ زيارة هوكشتاين لبيروت لم تقتصر على مطلب «نزع فتيل العبوة» بل «تضمّنت آلية متابعة اتفق عليها مع الجهات الرسمية، تمهيداً لجهوزية عملانية عند إعلان وقف إطلاق النار الموقت في غزة، والذي يُفترض ان ينسحب على لبنان من خلال المباشرة في التفاوض على تطبيق القرار الدولي 1701 بكامل مندرجاته». وكشف المصدر عن أن «هوكشتاين شكّل فريق عمل أميركياً برئاسة السفيرة الأميركية ليزا جونسون، يعقد اجتماعات في السفارة وينكب على وضع ورقة عمل سياسية لتنفيذ القرار 1701، أي أنّ عملية تنفيذ القرار هذه المرة لن تكون لوجستية وميدانية فقط، انما ستكون مقرونة بخارطة طريق سياسية تتضمن استجابة مطالبات لبنانية ذات علاقة باعادة تزخيم ملف التنقيب عن النفط والغاز وبجدية بعيداً عن الممنوعات المستترة، واستثناء لبنان من قانون قيصر لجرّ الغاز المصري والكهرباء الأردنية عبر سوريا، الى مشاريع استثمارية منتجة ومنها إجراء مناقصة لإعادة تلزيم واستثمار مصفاة الزهراني، مع ضمانات حقيقية تتصل بتثبيت الحدود من رأس الناقورة الى تخوم مزارع شبعا اللبنانية على ان يترك مصير المزارع الى مرحلة لاحقة». وأشار المصدر الى أنه «عند إنجاز الورقة الأميركية التي تُصاغ وفق عناوين عريضة طرحها هوكشتاين، سيعود الى لبنان لبدء البحث في كيفية التنفيذ وآلياته والملاحظات على الورقة قبل المباشرة في وضعها موضع التنفيذ، وأنّ الأمر لن يكون مفتوحاً إنما بسقف زمني يضمن عدم انفلات الأمور مجدداً في حال انهيار الهدنة في غزة».

 

وكتبت”النهار”: يبدو لبنان كأنه ارتبط ارتباطا لا فكاك منه بكل ما يتصل بتطورات حرب غزة وارتداداتها ميدانيا على المواجهات على الحدود الجنوبية للبنان مع إسرائيل، وحتى ديبلوماسيا وسياسيا في ما يتصل بأفق احتمالات التهدئة في الجنوب او اتساع الحرب نحو لبنان بأسره. لم يكن أدل على اشتداد “عرى” هذا الربط الذي حصل ميدانيا وقتاليا تحت شعار “وحدة الساحات” الذي رفعه “حزب الله” تبريرا لإطلاق مواجهات “المشاغلة” من المهمة الأخيرة للموفد الأميركي آموس هوكشتاين،اذ بدا واضحا، ان كل ما طرح بينه وبين المسؤولين الرسميين ولا سيما منهم رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يفاوضه بالأصالة عن نفسه والوكالة عن شريكه “حزب الله”، لم يقفز فوق واقع الربط بين غزة والجنوب، ولو ان هوكشتاين شغل الجميع بالاجتهادات والتفسيرات حول ما قصده في بيانه المكتوب والمعد سلفا عن استبعاد انسحاب هدنة غزة تلقائيا على الجنوب اللبناني. وبذلك، وفي انتظار ما لمح اليه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الى ان الجانب اللبناني ينتظر تواصلا جديدا مع الموفد الأميركي بعد زيارته تل ابيب، تعبر الذكرى الخمسة المزدوجة اليوم وغدا، لحرب غزة ومواجهات الجنوب، الى بداية الشهر السادس، وسط واقع لبناني متعاظم يرفض كثيرون الاعتراف في ظله بان كل ازماته الداخلية صارت على ارتباط قسري بالوضع المتفجر جنوبا وما سيستتبعه من تداعيات سواء نجا لبنان من قطوع الانزلاق الى حرب شاملة ام تمادى واقع الاستنزاف الراهن او اتجهت الأمور نحو هدنة. فلم يكن خافياً ابداً ان الازمة الرئاسية أيضا جرى ويجري استدراج الجانب الأميركي اليها كما جرى سابقا مع سواه، على يد أطراف “الممانعة” لجعلها من بين البنود المطروحة على المساومات وهو الأمر الذي يفسر تصاعد مواقف التحذير والريبة لدى الافرقاء المسيحيين في ملفي الجنوب والرئاسة سواء بسواء.

 

وكتبت” اللواء”: حسب مصادر شبه رسمية فإن اتصالات ستجري مع هوكشتاين لمعرفة الاجوبة الاسرائيلية، والمسار الذي ستسلكه التطورات في حال التوصل الى هدنة في غزة، او لم تتوصل الى اي وقف للنار في القطاع.

وحسب تسريبات مصادر «عبرية» فإن الاساس في المفاوضات اقناع المستوطنين بالعودة الى المستوطنات الشمالية، عبر تكوين شبكة سيطرة في مناطق اطلاق الصواريخ، تتمكن قوة من اليونيفيل، بمؤازرة الجيش اللبناني من بسط سيطرتها عليها.

وحضر الوضع الجنوبي، خلال جولة قائد قوات اليونيفل العاملة في الجنوب اللواء آرولدو لازارو الذي زار الرئيس بري ثم الرئيس ميقاتي وعرض معهما الوضع في الجنوب والتعاون بين الجيش و»اليونيفيل». وقد اطلع لازارو رئيس الحكومة على مضمون التقرير الدوري لمجلس الامن الدولي بشأن تطبيق القرار 1701.

 

وكتبت” الديار”: واجه الرئيسان نبيه بري ونجيب ميقاتي الموفد الاميركي هوكشتاين بموقف لبناني رسمي صلب وحاسم : المدخل للحل في الجنوب يبدا بوقف اطلاق النار في غزة اولا، هذا هو المسار للتهدئة ودون ذلك ستبقى الحرب مفتوحة مهما بلغت النصائح الاميركية والتهديدات العربية والاوروبية، هذا الرد الرسمي على مقترحات هوكشتاين يعده الرئيس بري بالتنسيق مع ميقاتي لتسليمه الى مساعد هوكشتاين المقيم في بيروت حتى اشعار اخر.

وحسب المتابعين لجولة هوكشتاين، لم تحمل جديدا، وزيارته لزوم ما لايلزم، ولم يطلق اية تهديدات داخل الاجتماعات، ولم يحذر من عملية عسكرية اسرائيلية واسعة، بل على العكس سمع من بري وجنبلاط انتقادات عنيفة للسياسات الاميركية من الحرب على غزة وتغطية الجرائم الاسرائيلية.

وعلم ان الموفد الاميركي ربط استئناف مباحثاته بنجاح مفاوضات التهدئة في مصر، مؤكدا انه سيعود بعد اعلان الهدنة، مجددا الدعوة لانضمام بلاده الى اللجنة الثلاثية في الناقورة ومعاودة اجتماعاتها، واللافت ان هوكشتاين حاول تجزئة الحل والبحث اولا في موضوع الغجر والنقاط الـ١٣ و عودة الامور على جانبي الحدود الى ما كانت عليه قبل ٧ تشرين الاول عبر ترتيبات تضمن الامن الدائم للاهالي، وبعدها النقاش في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ثم الغاز وباقي الملفات، اما في الموضوع الرئاسي، فان هوكشتاين تطرق الى الملف مع نواب المعارضة فقط، وأكد ان الاولوية حاليا للوضع الأمني في الجنوب وغزة، وحاول طمانة المعارضين الى عدم وجود صفقة رئاسية، مركزا على الجهد الأميركي دون غيره لانتخاب رئيس للجمهورية، مقللا من نشاط الخماسية والدور الفرنسي ونشاط لودريان.

 

وأشارت أوساط مطلعة على جولة هوكشتاين لـ«البناء» الى أن هوكشتاين استفسر من المسؤولين اللبنانيين عن موقف حزب الله من الهدنة في غزة وما بعد الهدنة، وما إذا كان مستعداً لمناقشة أفكار لترتيبات على الحدود تضمن الأمن للطرفين، بحال حصلت هدنة في غزة. ووفق ما علمت «البناء» فإن الوسيط الأميركي وخلال لقاءاته قدّم عرضاً يقضي بأن تعمل الولايات المتحدة على تسهيل الملف الرئاسي وتقديم مساعدات للجيش اللبناني وإعادة إعمار الجنوب ومساعدات مالية ونقدية بحال تعاونت الحكومة اللبنانية للتوصل الى اتفاق على الحدود يوقف الحرب مع ضمانات بأن لا يعود حزب الله الى الجبهة بمعزل عن مسار الوضع الميداني والتفاوضي والسياسي في غزة. لكن حزب الله، وفق ما أكدت مصادر معنية لـ«البناء» لم يُجب على الرسائل ولم يعلق على العروض ورفض النقاش بأي طرح أو اقتراحات في الملف الحدودي قبل وقف العدوان على غزة.

ونقل هوكشتاين استعداد إسرائيل للانسحاب من النقاط المتحفظ عليها من قبل لبنان، ومن الجزء الشمالي من قرية الغجر وإطلاق مفاوضات على بعض النقاط محل نزاع مثل نقطة الـ بـ1، كما لفت الى أن «إسرائيل» لم تعد تطلب تعديل القرار 1701 بل تطبيقه، كما التراجع عن مطلبها بانسحاب حزب الله مسافة 10 كلم والاكتفاء بسحب الصواريخ الثقيلة من الحدود. وخلصت المصادر الى أن التصريحات الإسرائيلية العالية السقف ضد لبنان ورسائل التهديد الخارجية، تهدف للضغط على لبنان لا أكثر ولا أقل، مشيرة الى أن الحلول الدبلوماسية هي التي تتقدّم على فرص الحرب المستبعدة في الوقت الراهن.

 

وافادت معلومات » الجمهورية «ان واشنطن اعطت زخماً اضافياً لوساطتها على الجانب اللبناني، هذه الوساطة لا تنشد خفض التصعيد، بل وقف التصعيد ووقف العمليات العسكرية بصورة نهائية من الجانبين اللبناني والاسرائيلي، ومشروع الحل الذي حمله آموس هوكشتاين يلاقي ما تؤكّد عليه كل الاطراف لناحية عدم رغبتها بالانجرار الى حرب، وفي جوهره ينص على أنّ ما يسري في غزة )لجهة الهدنة التي يُعمل لبلوغها(، ترى واشنطن ضرورة كبرى في أن يسري على جبهة لبنان، وفق معادلة جديدة تطمئن جميع الاطراف، وتؤسّس بالتالي لوضع طويل الأمد من الهدوء والاستقرار على جانبي الحدود، يمكّن السكان على جانبي الحدود من العودة إلى بيوتهم بسلام وأمان على حدّ تعبير هوكشتاين.

وتؤكّد مصادر المعلومات أنّ هوكشتاين الذي حطّ لساعات في بيروت الاثنين الماضي، سيعود إليها في وقت لاحق. ولكنْ لا موعد محدداً حتى الآن. وذلك لتلقّي ردّ الجانب اللبناني على مشروع الحلّ الذي عرضه. علماً أنّ بنود هذه التسوية، لم تكن جميعها محل تفاهم حولها مع من التقاهم من مسؤولين.

وفضّل مصدر سياسي مطلع على النقاشات مع هوكشتاين، عدم الغوص في تفاصيل ما جرى بحثه، او الكشف عن مضمون ورقة التسوية التي قدّمها الوسيط الاميركي، وابلغ إلى » الجمهورية « قوله أي حديث عن تفاؤل سابق لأوانه، ولا نقول ايضاً اننا متشائمون، ولكن ما يمكن قوله هو أنّ ورقة التسوية المطروحة قاصرة، ولا نستطيع أن نقول بأنّه في الإمكان أنْ يبنى عليه لبلوغ الحل الذي نتوخاه، وسيتمّ الردّ عليها بصورة رسمية في وقت ليس بعيداً.

ورداً على سؤال، قال المصدر عينه اننا ندرك تماماً أنّ التسوية بالشكل الذي يطرحه هوكشتاين تلبّي في جوهرها ما تطالب به اسرائيل، ولا تستجيب بشكل كامل لما يطالب به لبنان. فالعلامة الايجابية فيها، والتي هي الوحيدة التي استخلصناها، هي ما يتصل بحسم النقاط الخلافية على الخط الازرق، فيما تؤجّل البت بمصير مزارع وتلال كفر شوبا والجزء الشمالي من بلدة الغجر الى مرحلة لاحقة. وتشدّد ايضاً على تطبيق القرار 1701 من الجانب اللبناني حصراً، بما يعني خلو منطقة عمله من المسلحين والمظاهر المسلحة غير الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل دون أن تلحظ أيّ إجراءات في الجانب الاسرائيلي او ضمانات بعدم استمرار اسرائيل بخرقها لهذا القرار ووقف اعتداءاتها على لبنان.

وإذ اكّد المصدر عينه انّه لا يمكن السير بتسوية منقوصة، او تسوية تراعي المصلحة الاسرائيلية، وتخلق واقعاً مطمئناً لها على حساب لبنان لفت إلى انّ الردّ اللبناني على ورقة هوكشتاين، سيتضّمن التأكيد على الثوابت اللبنانية التي سبق وعبّرت عنها كل المستويات السياسية، وخلاصتها: اولاً، عودة المهجّرين اللبنانيين الى بلداتهم في الجنوب. ثانياً، الالتزام الكامل بالقرار 1701 ونشر الجيش في منطقة عمله وتوفير الدعم الكامل له للقيام بهذه المهمّة الى جانب قوات اليونيفيل. ثالثاً، انّ لبنان لا يريد الحرب، ولا يسعى اليها وحقه مشروع في الدفاع عن ارضه ومقاومة اي عدوان عليه من قِبل اسرائيل.

رابعاً، إلزام اسرائيل بتطبيق القرار 1701 ومنعها من خرقه وردعها عن القيام بأي عدوان على لبنان. خامساً، إلزام اسرائيل بالانسحاب الكامل من الاراضي اللبنانية التي تحتلها بدءاً من نقطة ال»b1« والنقاط الخلافية ال»13« على الخط الازرق )حسمت منها خمس او ست نقاط( وصولاً الى الجزء الشمالي من بلدة الغجر وتلال كفر شوبا ومزارع شبعا.

الى ذلك وبحسب معلومات موثوقة ل » الجمهورية « فإنّ » حزب الله « اخذ علماً، بصورة غير رسمية بمشروع هوكشتاين، ولم يبدر عنه اي موقف لا سلباً ولا ايجاباً حيالها، انسجاماً مع موقفه الذي سبق واعلنه لناحية عدم الاستعداد للبحث في أي آلية حل او تسوية او ترتيبات في منطقة عمل القرار 1701 قبل وقف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة.

وقالت مصادر قريبة من » حزب الله « رداً على  سؤال ل الجمهورية قولها طالما انّ العدوان  مستمر على غزة، فلا بحث في تسويات.