بعض الأصدقاء المشتركين رأوا في خطوة “حزب الله” تجاه الرئيس عون بادرة تنمّ عن حرص “حارة حريك” على إبقاء التواصل مع المكّون المسيحي الحليف، وعدم قطع الجسور معه، خصوصًا أنها تأتي بتوجيهات مباشرة من أمينه العام السيد حسن نصرالله. واعتبروا أن هذه الزيارة تصبّ في خانة “كسر الجليد”، وأن “حارة حريك” تصرّ على أن تبقى علاقتها مع الرئيس عون فوق أي اختلاف في وجهات النظر، تمهيدًا لإعادة المياه إلى مجاريها الطبيعية.
أمّا لماذا لم يحضر باسيل اللقاء فيُرجح أن يكون ذلك قد جاء من باب التمني من قِبل “حزب الله”، الذي يحاول في مقاربته للعلاقة المتوترة بينه وبين رئيس “التيار” أن يفصل بين العلاقة الشخصية مع الرئيس عون وبين العلاقة السياسية مع باسيل، على أمل أن تشكّل هذه الخطوة، وفق ما فُهم، مقدمة لإعادة التواصل بين “حارة حريك” و”ميرنا الشالوحي” في مرحلة لاحقة بعد أن تهدأ النفوس، وبعد وضوح الصورة بالنسبة إلى الوضع الجنوبي.
أوساط سياسيّة متابعة اكدت أنّ اللقاء كان جيّدا، لكنّه ليس كافيّاً لعودة الأمور إلى طبيعتها بين “التيّار الوطنيّ الحرّ” و”حزب الله”، وأنّ هناك نقاط خلافٍ كثيرة بين الجانبين لا تُحلّ باجتماع واحدٍ.
وفي السياق وبعد تسريبات على لسان اوساط قيادية في” التيار” امس ان لقاء عون وحزب الله لا يغير في واقع موقف التيار وباسيل، ردت اوساط حزب الله اليوم عبر مصادر صحافية بالقول ان “حزب الله” عندما اوفد رئيس كتلته النيابية وأحد الستة المقررين في مجلس شورى القرار في الحزب الى الرئيس عون شخصيا في الرابية، كان اسقط من كل حساباته فرضية انه ذاهب لاسترداد حليف كان اشهر اضرابا وعصيانا احتجاجيا عليه. والاغلب انه ذهب اليه لاعتبارات اخرى مضمرة تندرج كلها تحت شعار اخلاقي عنوانه العريض: ليعذر أحدنا الآخر إذا لم ننجح في استكمال الرحلة السياسية المثيرة التي بدأناها سويا عن حب ورضا ومصلحة للطرفين.
ليعذر أحدنا الآخر إذا لم نستكمل الرحلة السياسية
كان لافتًا عدم حضور رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل اللقاء، الذي عُقد بين وفد من كتلة “الوفاء للمقاومة” برئاسة النائب محمد رعد وبين الرئيس السابق ميشال عون في دارته في الرابية، على أثر الموقف الذي أعلن مؤخرًا من رفض فرضية “وحدة الساحات” وفتح جبهة الجنوب لمساندة فلسطينيي غزة ضد ما يتعرّضون له من مجازر إسرائيلية.