Advertisement
وما نقله النائب رعد عن الرئيس عون، وهو كلام لم يعتد الحزب أن يسمعه، أو بالأحرى لم يعتد عون أن يقوله له في السابق، استفزّ السيد نصرالله لسببين: الأول، أن ما قاله من كان يُعتبر حليفًا استراتيجيًا في لقائه مع الوفد الذي زاره في دارته لكي “يقف على خاطره” جاء ليزكّي الكلام الذي قيل في الاعلام في توقيت واحد مع رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، بل زاد عليه بسقف عال لم يكن يتوقع أن يسمعه أعضاء الوفد، الذين تفاجأوا عندما قال لهم إنه خائف على “الحزب” من هذه المعركة. وأكثر ما فاجأهم تشكيك الرئيس عون بقدرة “المقاومة” على الصمود طويلًا.
فإذا كان ما نُقل عن الرئيس عون من كلام دقيقًا فإنه يمكن القول إن ما جاء في سياق كلام نصرالله مبرّر، وهو حاول أن يردّ على هذا الكلام عن طريق تبيان نقاط الضعف لدى العدو الإسرائيلي وما يتكبده من خسائر وما يلحق به من هزائم. فبعدما انتهى النائب رعد من شرح ظروف المعارك وطبيعتها وكيف يتعامل “حزب الله” مع الوقائع الميدانية ردّ عون عليه بكلام فاجأ الحضور، خصوصًا عندما قاله له “وجهة النظر هذه بالنسبة إليّ ضعيفة غير مقنعة. أعتبرها معركة خاسرة. أنا خائف عليكم، لكنني خائف على لبنان أيضاً. لا أعرف إلى أي مدى يسع الحزب الاستمرار في هذه المعركة والمدى الذي سيصل إليه، بينما أخشى من النتائج لأن موازين القوى ليست في مصلحته ولا في مصلحتنا نحن”.
أما السبب الثاني لكلام عون والذي اثار حفيظة نصرالله هو أن “حليفه” “دوبل” على الآخرين في مواقفهم المعترضة على امتلاك “حزب الله” قرار “الحرب والسلم”، وهو يكون بذلك قد أعطاهم حجة زادت قناعتهم قناعة بأن ما يدور في الجنوب هو “حرب عبثية” ستكون نتائجها كارثية على لبنان بغض النظر عمّا سيلحق بالعدو من خسائر أيضًا. فما قاله عون، وهو الذي كان بالنسبة إلى “الحزب” حتى الأمس القريب “الحليف الاستراتيجي”، وهو الذي أمنّ الغطاء المسيحي لـ “مشروعية” سلاحه، قد أصاب “المقاومة الإسلامية” في الصميم، وهذا ما لم يفعله بها أخصام “الحزب”.
وما قاله عون، سواء في الاعلام أو في اللقاء مع وفد “كتلة الوفاء للمقاومة”، قد أُعطيت له أبعاد خارجية لها علاقة بطبيعة المرحلة التي تمرّ بها المنطقة على وقع المواقف، التي تتخذها طهران بالنسبة إلى حرب غزة وإلى حروب المساندة الأخرى إن في جنوب لبنان أو في العراق أو في اليمن، وقد زادت المحور الذي يقف في وجه إيران قناعة بأن “حروب المساندة الجانبية” أنما تهدف إلى اسناد الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مفاوضاتها المباشرة مع الولايات المتحدة الأميركية ليس إلاّ.