في مركز إيواء يضم 160 شخصا، في صور، تجمع الاطفال خلال جلسة تعليمية تنظمها إحدى الجمعيات غير الحكومية بعنوان “مهارات الحياة” وطريقة التعامل بإيجابية مع الأحداث المحيطة، وضرورة التمسك بالأحلام والعمل على تحقيقها.
كان الطفل أحمد يحضر الجلسة دون مشاركة أو تفاعل، ويعزو السبب في ذلك إلى التأقلم مع الأحداث، ويقول: “تأقلمنا مع هذا الوضع المستمر منذ أشهر، ولم نعد نهاب شيئا”.
ويتابع أحمد أنه اعتاد ورفاقه حتى على جدار الصوت الذي تخترقه الطائرات الإسرائيلية، وأصبحوا يفرقون بينه وبين الغارة الفعلية.
وأوضح أن جدار الصوت يختلف عن الغارة في أمرين، فالأول لا يؤذي والأخرى تقتل أو تدمر، والأول يكون على مرحلتين ثم تُسمع أصوات هدير محركات الطائرة والغارة نسمع صوتا واحدا قويا.
وجدار أو حاجز الصوت هو السرعة التي تنتقل بها الموجات الصوتية في الهواء والتي تبلغ 1235 كيلومترا في الساعة، وعندما تحلق الطائرة بهذه السرعة أو أكثر يقال إن خرقا لجدار الصوت حصل، وينتج عن هذا صوت قوي يعرف بـ”الدوي الصوتي” وهو ظاهرة فيزيائية.
من جانبه، يبدي الطفل حسن استعداده للحديث، وشرح الفرق بين جدار الصوت والغارة الفعلية.
يقول حسن للجزيرة نت “عندما أسمع صوتا قويا أنتظر لثوان، فإذا سمعت دويا ثانيا وبعدها أصوات محركات الطائرة أقول لأفراد عائلتي لا تخافوا، أما إذا كان صوتا واحدا فهذا يعني أنها غارة”.
وذهب حسن أكثر من ذلك، وقال لنا “أعلم أين الغارة أو عملية الاغتيال، إذا كانت من جهة بيروت أو صور أو القرى الحدودية لا أخاف من الاثنتين لأنني تأقلمت معهما”.
بدورها، أسيل ذات التسعة أعوام أكدت أنها لم تعد تخاف من الصوت، وقالت “لم يعد أي شيء يخيفني لأن الله معنا”.
آثار مزعجة
أن يعتاد أطفال بهذا العمر على هذه الأصوات المرعبة وأن يتحدثوا عنها بهذه الثقة ويحللوها وكأنهم خبراء عسكريون تبدو ظاهرة يجب التوقف عندها وسؤال علم النفس عنها.
وحسب الطبيب النفسي أحمد عياش، فإن فهم الحدث والتعامل معه يختلفان بحسب أعمار الأطفال، فمن يدرك معنى الطائرة الحربية ومعنى الحرب يستطيع التمييز بين جدار الصوت والغارة.
ويوضح عياش أن الأطفال دون الخامسة يصعب عليهم إدراك الفرق، ولكنهم قد يقلدون ذويهم أو إخوتهم في الهدوء أو الخوف. (الجزيرة)