من قلب ووهان ‘بؤرة كورونا’.. سائق قرّر مكافحة الفيروس على طريقته!

11 مارس 2020
من قلب ووهان ‘بؤرة كورونا’.. سائق قرّر مكافحة الفيروس على طريقته!

كان الشاب الصيني، وانغ يونغ (35 عاماً) يعمل سائقاً لتوصيل الطلبيات في ووهان بؤرة تفشّي فيروس “كورونا” المستجدّ الذي يغزو العالم، إلا أنّ شركته أوقفت عملياتها موقّتاً بسبب تفشي الفيروس. لكنّ يونغ قرر استئناف العمل بطريقة “بطولية” وذلك للمساهمة في مكافحة تفشّي هذا الفيروس القاتل. 
وبحسب ما ذكرت صحيفة “الشعب” الصينية، فقد قرّر يونغ استئناف العمل على طريقته، فبدلاً من أن يوصل الطلبيات والحزم البريدية وما إلى ذلك، بدأ بتوصيل أفراد الرعاية الصحية، مثل الأطباء والممرضين إلى أماكن عملهم في الخطوط الأمامية لمواجهة الفيروس القاتل، الذي أودى بحياة أكثر من 4200 شخصاً، منهم نحو 3000 شخص في ووهان ومقاطعة هوبي بالصين.

وبالنسبة إلى يونغ، بدأ كل شيء عشية رأس السنة الصينية الجديدة، ففي الساعة 10 مساء، انتبه لرسالة على موقع “ويشات” من ممرّضة تطلب المساعدة، جاء فيها “الرجاء المساعدة! لدينا ضوابط على حركة المرور هنا. فالحافلات والمترو لا تعمل. ولا أستطيع العودة إلى المنزل. تستغرقني العودة إلى منزلي سيراً على الأقدام 4 ساعات”.

ووفقاً لوقت كتابة الرسالة، كانت الساعة تشير إلى السادسة مساء، ويبدو أن أحداً لم يستجب لنداء الممرضة، لذلك، وبعد قليل من التردّد، قرّر وانغ أن يستجيب لطلبها.

ومنذ ذلك الحين، يتجول يونغ في شوارع ووهان شبه الفارغة، وهو ينقل الطاقم الطبي من وإلى مستشفى “جينتيان”، ويعمل على شراء الاحتياجات اليومية الضرورية لهم.

وللحد من خطر الإصابة، قرّر يونغ أن يعيش بمفرده في أحد مستودعات شركته.

وتعليقاً على عمله قال يونغ: “إذا كان بإمكاني فعل أي شيء، يجب أن أفعل شيئاً”، مضيفاً أنّ ما يسلّمه ليس رزماً بريدية أو طلبيات، ولكن الأشخاص الذين ينقذون الأرواح.

وبسبب الانهماك في هذه العملية، أبلغ يونغ دائرة أصدقائه وسرعان ما شكل فريقاً يتكون من أكثر من 20 متطوعاً.

وإلى جانب مساعدة المسعفين في الذهاب إلى العمل والعودة إلى ديارهم، يحاول فريق العمل أيضاً تلبية احتياجات الفريق الطبي اليومية، مثل العثور على الحلاق، وشراء الأحذية، وإصلاح الهواتف المحمولة.

وخوفاً من إغراق المسعفين الطبيين بالأخبار على الإنترنت حول اندلاع المرض عند الخروج من الخدمة، تبرّع يونغ بمجموعة من الكتب ليتمكنوا من قراءتها من أجل الهروب من إجهادهم اليومي.

ومع السيطرة على الوباء الآن، عاد يونغ إلى وظيفته، لكن عمله التطوّعي مستمر، ويأمل أن تتبع ابنته خطاه لمدّ يد العون في أوقات الأزمات.

BorTR5