عندما كنت أنظر إلى والده، عندما كان يتحدث عنه؛ كنت أراه شامخاً وعملاقاً في إحدى عيون والده؛ وصغيراً تداعبه العبارات التي يتحدث بها عنه في الأخرى.
كانت دمعة الفرح والاعتزاز تغمر عيني والده برؤية الامل المشرق من قبعة تخرّجه من الجامعة.
لم أعرف الدكتور أحمد فادي قرانوح جيداً، ولم يسمح لي الوقت بالجلوس معه إلا مرّة واحدة في مكتب والده، إلا أنني تعرّفت على الحكيم من خلال نبرة صوت والده المفعمة بالفخر والاعتزاز وبدمع الفرح والامل .. تعرّفت عليه عندما كنت ألملم عبارات والده المبعثرة عن حياته وسنوات عمره ودراسته الجامعية والامل المغروس في شمس السماء وروب التخرج .
أحمد فادي قرانوح أصبح اليوم طبيباً؛ تمكّن خلال سنوات عمره الـ (عمره) من أن يشكل آملاً جميلاً مع خيوط الشمس وفي عينيّ والده.
مبارك لوالديك وأهلك، مبارك لك، أصبحت اليوم طبيباً وتمكنت من التقدم خطوة رئيسة نحو مجد الحياة، ونحو أمل مشرق ظهرت بوادره من أضواء حفل تخرّجك من الجامعة، وصورك مع أهلك في حفلة التخرّج.
مازال الطريق أمامك لتصبح بدرا كامل الإشراق في سنوات العمر وتسير على خطى والدك الذي عرفته صديقاً وطبيباً وناصحاً. فكان لي خير الصديق والأخ.
دكتور أحمد قرانوح. ألف مبارك التخرّج من كلية الطب، طبيباً خلوقاً مثابراً، على أن تكمل مسيرة والدك وتحمل اسمه في كافة الميادين التي تحل فيها.
