وكأنّه لم يكُنْ يكفي الوضع الإقتصادي والمالي المُزري الذي يعيشه لبنان منذ أشهر عدّة، حتى وصلَ فيروس “كورونا” بكلّ مساوئه ومخاطره ليقضي على ما تبقّى من آمالٍ ضئيلة أصلاً في إقامة أيّة مسابقاتٍ أو بطولاتٍ رياضيّة رسميّة أو ودّية على إمتداد مساحة الوطن بأسره، وذلك بحسب بيانٍ حازم وحاسم صادر عن وزارة الشباب والرياضة يوم الجمعة الفائت.
فرئيس الإتحاد اللبناني لكرة القدم هاشم حيدر الذي كان شدّد في كلمة خلال إفتتاح نادي قدامى اللاعبين الدوليين الأسبوع الماضي على ضرورة تنظيم أيّ نشاط يناسبُ الأوضاع ويناسبُ الأندية ولو بالحدّ الأدنى لأنه ضدّ كلمة إلغاء بالمطلق، سيرضخُ اليوم للأمر الواقع المُرّ المستجدّ بانتظار تطوّراتٍ قد تحملُ أخباراً سارّة مع انتهاء هذا الشهر، مع الإشارة الى أنّ بطولة لبنان لكرة القدم للناشئين كانت منافساتها قائمة، ولكنّ القرار بتجميدها لن يتأخّر كثيراً.
كما أنّ الإتحاد اللبناني لكرة السلة كان ينتظرُ تاريخ 29 آذار الجاري لإطلاق بطولته بحلّتها ونظامها الجديدَين، وبهذا يكون عليه إرجاءُ موعدها الى أجَلٍ غير محدّد، علماً أنّ الفرق بمعظمها غير جاهزة كون اللاعبين منقطعين عن التمارين بشكلٍ شبه كلّي، كما انّ بعضهم موجودٌ خارج البلاد.
أما إتحاد الكرة الطائرة الذي لم يكن قد أطلق بطولاته الرسميّة بعد، فإنّ توجَّهه العام يميلُ الى إلغاء بطولة الدرجة الأولى كخطوة أوّلية، وهو ما كشفَ عنه صراحة نائب رئيس الإتحاد علي خليفة في حديثه الأخير لصحيفتنا يوم السبت الماضي والذي قال حرفياً إنه يعتقدُ أنّ “الوقت تأخّر لتنظيم البطولة”، في حين أنّ صناديق الأندية فارغة تماماً من الأموال للغياب التامّ للرعاة والمعلنين، وبالتالي فهي غير قادرة على تأمين، ولو الحدّ الأدنى من رواتب لاعبيها ومدرّبيها.
أما الإتحادات الفردية، فحدّث ولا حرج، إذ هي في مرحلة عجزٍ كلّي، باستثناء البعض منها كإتّحادات الجودو والتايكواندو والتنس والتزلج على الثلج وكرة الطاولة، ولا يبدو أنّ الفرج سيقرع بابها قريباً، بل ستبقى بانتظار الربيع الآتي بعد أيّام قليلة، علّه يحمل معه بشائر خيرٍ وفرح.
