مضحك مبكي، أن ينبري رئيس جمهورية ليقول كلاماً يُفهم منه اننا في لبنان وبسبب الحرية الزائدة، وبسبب الخلافات الطبيعيّة للحصول على مراكز حكومية عالية، يبدأ التراشق الكلامي والإعلامي لرمي الإتهامات العشوائية غير المستندة الى أدلة واضحة، هدفها فقط تشويه سمعة الخصوم.
هذا في الأساس، أما أن يعمد رئيس جمهورية سورية، نعم سورية التي تركها المرحوم حافظ الأسد من أهم الدول العربية، على الأصعدة كافة، جيش قوي قادر على الدفاع عن أية بقعة سورية ضد العدوان الاسرائيلي… قوة تزيد على الـ5000 دبابة، وآلاف الطائرات الحديثة التي استعملها الرئيس بشار لرمي البراميل المتفجرة على شعبه «المعارض»، لقد بلغ عدد الجيش العربي السوري أكثر من مليون عسكري.
أذكر أنه يوم وفاة الرئيس حافظ الأسد لم يترك الرئيس الراحل حافظ الأسد قرشاً واحداً ولا دولاراً واحداً ديناً… وهنا لا بد من تذكّر المغفور له الملك عبدالله بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين تغمّده الله بواسع رحمته.
يومذاك أرسل سموّه 2 مليار دولار أميركي وديعة في المصرف المركزي، خوفاً من أي محاولة لقلب نظام بشار.. طار الأمير بندر الى أميركا ورتب الأمور قبل دفن الرئيس حافظ الأسد، حيث ظلت الطائرة تقل الجثمان وتنتظر 4 ساعات في المطار… حتى انتهى اجتماع بندر وبشار.
الى ذلك، فإنّ الحرب التي قام بها بشار ضد شعبه، الذي كان يطالب بالحريات والديموقراطية والسماح بإقامة «تراخيص» لوسائل إعلامية وتلفزيونات وإذاعات وصحف ومجلات.
هذه الحرب التي قام بها الأسد للتمسك بكرسي الرئاسة كلفت سوريا 500 مليار دولار حسب دراسات قامت بها مكاتب احصاءات عالمية، نعم 500 مليار دولار. قبل أن نتحدث عن الخسائر البشرية أي قتل 1.5 مليون ونصف مليون مواطن سوري وتدمير جامعات ومدارس ومستوصفات وجوامع وكنائس وبيوت عبادة، تدمير بعض القرى التي لم تعد موجودة… هذه الحرب كلفت أكثر من 500 مليار دولار.
فبالله عليكم 20 مليار أو 42 مليار ودائع ضيّعها أصحابها من السوريين… كلها أثّرت وتؤثر على انهيار الاقتصاد السوري.
والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح: لماذا دخلت هذه الأموال الى لبنان؟ أليْس خوفاً من النظام السوري؟ ولماذا لم يضع المواطن السوري أمواله في المصارف السورية، وهل نسينا التأميم… وكيف تم الإستيلاء على أموال الشركة الخماسية؟ وأين كانت سوريا في الخمسينات وكيف صارت بعد التأميم.
إنّ الذي هرّب الأموال السورية خارج البلاد، هو النظام والانقلابات المتتابعة و«التأميم»… ولو تذكرنا مدينة حلب في الخمسينات والستينات حيث شهدت نشاطاً مصرفياً مميزاً كمصرف مصر ولبنان.
ولو عدنا لبدء الاحداث اللبنانية ولبدء التدخل السوري في لبنان وما فعله الضباط السوريون.
أكتفي بهذا القدر من المعلومات… فالموسوعة المعرفية كبيرة… وما قام به السوريون في لبنان لا تخفيه وثائق بنك المدينة.