بقلم : نهى خليل السعيدي تحت عنوان وطني
تحية طيبة، مع تمنياتي بحياة أفضل، أما بعد.
في كل مرة أراسلك، آمل وأتمنى أن أكتب لك لأعلمك بأخبار سارة. مضى عام تقريبا على آخر رسالة بيننا، ولكن يا وطني بدل أن تتحسن أمورك للأمام وتتقدم، تحسنت أمور الحكام للأمام وتقدمت على حسابك وحساب شعبك المتعثر في خطواته، وبدأ يقع في الحفر التي نظمها له هؤلاء الحكام، ليظل يتخبط في همومه ومشاكله وكيف يخرج نفسه من هذه الحفر المميتة.
وطني، لقد جاع شعبك وتشرد، ولم ترف لحكامك جفن.
وطني، لقد ضاع شعبك وتشتت، ولم يرق لحكامك قلب.
وطني، لقد فقر شعبك وتعتر، ولم يلق لحكامك بال.
وطني، لقد استشرس حكامك وبغوا ولم يعد همهم لا دستور ولا قانون. لقد أصبح كل همهم كيف البقاء على الكرسي، و كيف توزيع الحصص والغنائم.لا أعرف يا وطني، ماذا بقي بعد في مخزونك ليتقاسموه.
وطني، لقد نهبت واشتهرت عالميا وأصبحت في مصافي الدول الأولى فسادا ويعود الفضل لحكامك، فقط لملىء الجيوب المتخمة أصلا وليس لملىء خزينتك التي ستدر الخير عليك وعلى شعبك وعليهم أيضا.
وطني، لقد سرقت وأصبحت من الدول التي نهبها حكامها، وللأسف ليس هناك من محاسب، فالسارق والجلاد واحد.
وطني، لقد استعبد حكامك شعبك تحت مسميات عدة، وليس آخرها اللعب على غرائز الطائفية، فالكل يدعي وصايته على الطائفة وحقوقها ونصب نفسه زعيما لها، وهو في الأصل يدافع عن حصصه وزعامته، وهكذا يضمن ولاء أتباعه الأعمى عن أخطائه ولا يعترف بها. وعليك تحمل تداعيات أفعال كل دول العالم، ولا من يتحمل معك او أقله يواسيك في أفعالك.
وطني، اعتذر مجددا لأنني كنت أود نقل أخبار سارة، ولكن للأسف حكامك تصنع الظروف المؤاتية وتتحرك دائما لتعكس الأجواء الحزينة.
وطني، بعد تفقير وتجويع وتشتيت وتعتير وتشريد شعبك، لم يعد لديه سوى نفض الرماد المتراكم عبر السنين والصراخ من عمق القبور التي رموا شعبك فيها.
وطني، لقد صرخ شعبك بصوت عال لعله يثقب آذان الضمائر لمن لديه بعد، ولكن للأسف هناك من سمع وهناك من لم يسمع او لم يرد السماع، وهناك من تغاضى وأحب حتى تبني الصراخ.
وطني، حتى الصراخ أرادوا سرقته، صراخ المحرومين، صراخ المظلومين،صراخ المشردين، صراخ المفجوعين.
وطني، لقد استبد حكامك حتى بالصراخ وأرادوا ابتلاعه من ضمن ما سبق عبر السنين، فأصبح الكل ينفي التهمة عن نفسه ويرميها لغيره ويدعي حداثته في الحكم.
لقد قادوك للإنهار و اتهموا شعبك بذلك.
لقد أوصلوك للإفلاس واتهموا شعبك بذلك.
لقد أرسلوك للقبر واتهموا شعبك بذلك.
لقد دفنوك ووقفوا في العزاء ودفنوا شعبك بذلك.
المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع بيروت نيوز بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و”الموقع” غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.