4 آب ذكرى أليمة لأهالي الشهداء كما لكل اللبنانيين، حيث يتم التحضير لها على قدم وساق من قبل الأهالي وثوار 17 تشرين وهيئات المجتمع المدني، وتسري معلومات أن المناسبة ستتحول إلى انتفاضة كبيرة تكون الشرارة التي ستزعزع حصانة السلطة في ظل التخوف من أعمال مشبوهة واحتكاكات يتم افتعالها في الشارع بين المتظاهرين والقوى الأمنية خصوصاً في مناطق يمكن وصفها “بالحساسة”.
وجرى التداول أيضاً بمعلومات تتحدث عن استنفار الأجهزة العسكرية والأمنية لقمع أي أعمال مشبوهة أو محاولة اقتحام منازل المسؤولين أو المؤسسات العامة أو إقفال الطرقات الحيوية.
في هذا الوقت، ترى أطراف أن ذكرى 4 آب ستمر بهدوء من دون افتعال أي مشاكل، وأن هذا اليوم لن يكون كانتفاضة 17 تشرين إن كان لناحية عدد المشاركين أو لناحية الخطوات التي سيقوم بها المتضامنون في الذكرى. كلها افتراضات يتحدث عنها أهالي الشهداء، المعنيون مباشرة بالذكرى والذين يحرصون على أن يمر هذا اليوم بسلام احتراماً لذكرى شهدائهم. ويؤكدون أنهم لن يقوموا بأي عمل تخريبي أو أعمال شغب في الذكرى، وهم منظمون ضمن مجموعات، وستكون لهم تحركات مدروسة وفق برنامج اتفقوا عليه مسبقاً.
وتتحدث أوساط الأهالي لـ”لبنان الكبير” عن تحضيرهم لهذه الذكرى مع جمعيات وأطراف عدة، لكنهم في الوقت نفسه يتخوفون من طابور خامس يفتعل المشاكل مع القوى الأمنية، وأنهم لن يتحملوا مسؤولية انزلاق الوضع إلى ما لا تحمد عقباه. ويؤكدون أنهم سينسحبون من الشارع في حال شعروا أن الأمور على الأرض تسير بشكل معاكس لما يريدون، مع العلم أنهم سيقومون بتحركات أكثر عنفية ما قبل ذكرى 4 آب وما بعدها إلا أنهم يريدون هذا اليوم أن يكون حصرياً لشهدائهم لا غير.
ويذكر الأهالي أنهم لا يرغبون بمشاركة الحزبيين في الذكرى، وهم يتخوفون من الطوابير الذين ستنشرهم قوى السلطة بين الناس لـ”شيطنة” الحراك، والقيام بأعمال تحرف الذكرى عن أهدافها وعن سلميتها وحضاريتها، وتفرغها من معناها الحقيقي، وبالتالي، يصبح مبرَّراً قمع المشاركين في هذه الذكرى التي يعتبرها الأهالي “مقدسة وأسمى من أي شيء آخر”.
ووسط ضبابية مشهد التحرك، وضخ معلومات كثيرة بأهداف معينة، تؤكد مصادر أمنية لـ”لبنان الكبير” أن الدولة هدفها حماية المتظاهرين ولا تقوم بأي قمع، ونتعامل مع التحركات وفق الأصول القانونية، لكن في حال حصل تعد على الأملاك الخاصة أو العامة، فنعالج الوضع بالطريقة الملائمة بعيداً كل البعد عن القمع لأنه في النتيجة لا أحد يقبل الاعتداء على أملاكه ونحن نقف متفرجين.
وعن الأحاديث التي يتم تداولها عن توصيات تمّ تزويد الأجهزة بها تقضي بعدم التهاون في مواجهة إقفال الطرق، تشير المصادر إلى أن لا تقارير لديهم حتى الآن تتحدث عن إمكانية افتعال شغب أو إقفال طرقات، وكل الأمور تبقى ضمن الافتراضات والتوقعات، ونتمنى أن يمر هذا اليوم بسلاسة وهدوء لأن الشعب اللبناني لم يعد يحتمل مشاكل وهموماً.
وفي حين دعت أحزاب معارضة محازبيها إلى المشاركة في الذكرى مع الحفاظ على سلمية التحرك وعدم الانجرار إلى مشاكل أو مواجهة مع القوى الأمنية، تؤكد جهات من المجتمع المدني أن مشاركتها ستكون سلمية وأن لديهم تعليمات بأن لا يتخطوا أصول التحرك الحضاري والسلمي، معتبرة أن المخاوف التي يتم التداول بها عن إمكانية زعزعة الوضع أو افتعال مشاكل، مبالغ فيها أو مضخمة لأن كل الأطراف المشاركة ليست في هذا الوارد، إلا إذا استجد شيء طارئ متعمد من قبل السلطة أو فريق ما لديه مصلحة في انحراف التحرك عن مساره.
ويبقى السؤال: هل ستتحول ذكرى الرابع من آب إلى انتفاضة شبيهة بثورة 17 تشرين؟ وهل سيدخل طابور خامس يشيطن التحرك ويفتعل مواجهة مع القوى الأمنية؟ أو سيكون هذا اليوم بمثابة صرخة سلمية أراد الأهالي إسماعها للقاصي والداني لتحقيق العدالة.