مجددا ..لبنان في عين العاصفة

7 أغسطس 2021
مجددا ..لبنان في عين العاصفة
عبد معروف
عبد معروف

أدت التطورات الأمنية والسياسية خلال الأيام القليلة الماضية، إلى اختلاط الأوراق مجددا، وارتفاع نسبة التوتر الداخلي وعند الحدود مع العدو الاسرائيلي، ما زاد من حالة التوتر وارتفاع منسوب القلق داخل الأوساط اللبنانية المختلفة.

وأمام هذا المشهد القاتم، لم تتمكن القيادات والأطراف والأحزاب اللبنانية من تشكيل حكومة جديدة برئاسة نجيب ميقاتي، وأعلن أن الخطوات الجارية لتذليل العقبات تسير ببطء، ما يجعل من إمكانية تشكيلها أمرا مستبعدا في المدى المنظور.

وإطلاق المقاومة الاسلامية رشقات صاروخية باتجاه الجليل المحتل، جاءت محاولة من أجل إعادة توجيه البوصلة نحو العدو الرئيسي وهو الاحتلال الاسرائيلي، خاصة وأن التوتر في جنوب لبنان وشمال فلسطين جاء بعد توتر داخلي خطير، كان أبرزه أحداث خلدة الدامية، والاشكالات التي وقعت يوم 4 آب في الذكرى السنوية الأولى لانفجار المرفأ ..

فأحدث خلدة قبل أيام مرت على اللبنانيين دون معرفة أسبابها وتداعياتها الحقيقية، كما أن ذكرى انفجار المرفأ يمر هذا العام دون معرفة الحقيقة، بل إن لبنان واللبنانيين أمام انقسام حاد لا يمكن اليوم التنبؤ بمساره الخطيرة.

كما أن الاعتداء الذي تعرض له المقاومون عند بلدة شويا جنوب لبنان، بعد إطلاقهم عدة صوريخ باتجاه المواقع الاسرائيلية شمال فلسطين المحتلة، جاء ليؤكد مجددا على أن الوضع الداخلي في لبنان لم يعد كما كان قبل سنوات قليلة، وأن التوترات الداخلية لها أبعاد وخلفيات طائفية ومذهبية خطيرة ليس على مستقبل لبنان الذي يقف اليوم أكثر من أي وقت مضى في عين العاصفة، بل لتطورات هذه الأحداث مخاطر كبيرة على مسار العلاقات اللبنانية اللبنانية.
أوراق خطيرة وأحداث أمنية متعددة شهدها لبنان خلال الأيام والساعات الماضية جعلت لبنان مجددا يقف على فوهة بركان، إن لم تتدارك القيادات الرسمية والحزبية والشعبية مخاطر ما يخطط للبنان، ولشعب لبنان .

لبنان اليوم ينزلق سريعا باتجاه “جهنم” وما كان متوقعا وضربا من التحليلات خلال الأشهر الماضية أصبح واقعا حقيقيا يهدد أمن كل لبنان وكل اللبنانيين.

وأمام هذا الواقع الخطير، هناك ضرورة اليوم لوضع مصلحة لبنان واللبنانيين فوق أي اعتبار، والتخلي عن المصالح الطائفية والفئوية والشخصية والحزبية من أجل تأمين مصلحة الوطن، كما أن الواقع يتطلب تحديد ميادين الصراع بعيدا عن التفرعات الثانوية، وفي مقدمتها اليوم انقاذ البلد والشعب من الانهيار المالي والاقتصادي والمعيشي والبحث عن سبل تأمين الكهرباء والبنزين والمازوت والدواء، ووضع حد لشجع وأطماع التجار والمافيات والمهربين الذين يتحكمون بمسار الحياة ويسيطرون على مفاصل البلد .

كما أن التأكيد على العداء للعدو الاسرائيلي، ومطالبته بالانسحاب من الاراضي التي مازالت محتلة في مزارع شبعا وتلال كفر شوبا، وإجباره على احترام سيادة لبنان وأراضيه وعدم السماح له باختراق المجال الجوي والتدخل في الحياة اللبنانية.

هذه أهداف مهمة الشرفاء والأحرار في الوطن، ومهمة القوى الوطنية الحية بعيدا عن الطائفية والمحسوبيات والنهب والفساد.

المسؤوليات صعبة وقاسية ولكن لابد من التوجه لتحقيقها وإلا فلبنان الذي قدم الشهداء دفاعا عن أرضه وكرامته واستقرار شعبه معرض للتصفية والحروب الداخلية والمعارك والفوضى الدموية.

الجميع يتحمل المسؤولية، ولا غيمة فوق أحد، وعلى هذا الجميع أن يسارع لتحمل مسؤولياته ويقف في خندق الوطن في مواجهة خندق العدو الخارجي والاحتلال الاسرائيلي ويقف في خندق المواجهة ضد التعصب والطائفية والنهب والفساد الداخلي.

المصدر بيروت نيوز