
لا أعلم أعزّائي متى سأرى، أو بالأحرى إن كنت سأرى، في يوم شعب وطني شعب بحق. كل فئةٍ منه تغنّي على ليلاها والفئات الأخرى على ليلاها تغني. لا أعرف متى سأستفيق وأرى شعباً يغنّي على ليل الوطن ومصلحة الوطن فقط.
في كل مرّة تأتي فئة تحكم وتتحكَّم حتى يندثر دورها، وتأتي بعد فترة فئة أخرى ويكون دورها وهكذا إلى ما لا نهاية… وربما إلى ما نهاية هذا الوطن. هل نصيب لبنان أن يظلّ يتحمّل تبعات سياسات الدول الأخرى على أرضه؟ طبعاً أكيد.
لبنان ليس لديه شعب، لبنان لديه، كما قلت سابقاً، سكان. الشعب يدافع عن وطنه ويستميت في سبيل ذلك. ولكنّ شعب لبنان يستميت في الدفاع عن مصالح الدول في وطنه.
لا أستثني أحداً، وكل فئة من هذا الشعب تتخفّى وراء إما طائفة أو حزبها الوكيل والمتحدث باسمها. طبعاً هذه الطوائف تابعة لمرجعيّاتها وهذه المرجعيّات بالتأكيد ليست على أرض الوطن.
لا أعلم يا أعزائي، فقط في لبنان ومنذ ما قبل الاستقلال، لم أشهد وطن كسائر الأوطان.
كل الأوطان تُبنى إلا وطني يُهدُّ.
كل الأوطان تتطور إلا وطني يتقهقر.
كل الأوطان تزدهر إلا وطني ينتكس.
كل الأوطان تُحبُّ إلا وطني يُكرَه.
عذراً أيها الشّاعر إيليا أبو ماضي لقولك:
وطن النجوم: أنا هُنا حدِّق، أتذكر من أنا؟
ألَمَحْتَ في الماضي البعيد فتىً غريراً أرعنا؟
للأسف وطني سيظل وطن النجوم ولن نطاله أبداً، طالما شعبه كان وسيظل فتىً أعرناً. عذراً إيليا أبو ماضي ولكنّك تغنيت بوطن شوّهه فتيانه…….يتبع