كن…أنت

18 مايو 2023آخر تحديث :
كن…أنت
بقلم / محمد القطامين
بقلم / محمد القطامين

جبلت البشرية وخلقت على فطرة العلاقات الاجتماعية والتواصل الانساني
رغم أن آدم خلق بالجنة ،، الا انه كان يحتاج الى ونيس ورفيق له.

فلم تكتفي البشرية فقط بآدم وحواء بل أنجبوا ذرية تزداد يوما بعد يوم الى يوم القيامة تربطهم العلاقات الاسرية والانسانية والمصالح الذاتية
ينشأ الفرد في بيئته الاسرية ومع تقدم العمر تتطور علاقاته الاجتماعية لتشمل زمالة الدراسة والعمل والجيران والبيئة المحيطة به ومجتمعه.

وفي عصرنا هذا مع كثرة الاتصالات الحديثة والتقنيات المبتكرة امتدت علاقات التواصل الاجتماعي عبر الدول والقارات ورغم طول المسافات.

ونرى على ارض هذا الكون الصغيرة ذلك الازدياد الهائل للعنصر البشري الذي يتشعب باحثا عن التطور سواء تكنولوجيا او اجتماعيا او علميا او ذاتيا.

ومهما تعددت العلاقات في حياة الانسان الا انه يميل الى ان يكون لديه شخص مميز في حياته يختلف عن البقية ويغني عن الكثير.

شخص يشعر بالفخر بأنه في حياته ،، شخص يخفف عنه آلام الحياة ومشقاتها ويمد له اليد عند سقوطه
الحصول على ذلك الشخص الذي يعتبر سندا ومخبئ اسرار ورفيق درب ليس بالأمر السهل في زمن سادت فيه حب الأنا وذاتية المصالح.

من بين الملايين على هذه الكرة الأرضية
كن أنت … من يحمل لقب ” الصديق ” فعلا وليس قولا ،، صادقا صديقا صدوقا
كن أنت … شعار ” معرفة الناس كنوز .. ومازالت الدنيا بخير “.

كن أنت … الصديق لعشرات السنوات
كن أنت … ذلك السند الذي يعتمد عليه وقت الضيق ،، وليس مع كل ضيق يخسر صديق .

كن انت … بلا مصلحة دنيوية ،، كالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.

كن أنت … الذي يفتح ابوابه ولا يخذل طارقها ويحمل شرف لقب الصديق.

كن أنت … ذلك السيف الذي يدافع به لا الذي يقتل ،، فطعنة الصديق أقوى و أشد ألما من طعنة العدو.

كن أنت … الوفي المخلص الأمين.

كن أنت … الصديق من بين الملايين الذي يحمل ماء العيش وابتسامة الحياة وسر البهجة لقلب من أعدك صديق.

كن أنت … الذي تعد خسارته حقا خسارة ،، لا يعوض ولا يأخذ مكانه أحد ولا ينسى.

كن أنت … ذلك العطر الذي يملأ المكان شذى بعبير اخلاقه وصدق مشاعره وجمال روحه وطيب أصله.

كن انت … المتحابون في جلال الله ،، لهم منابر من نور يغبطهم  النبيون والشهداء ويظلهم الله يوم لا ظل الا ظله.

كن أنت … كن انت المعنى الحقيقي لكلمة ” صديق “.

المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع “بيروت نيوز” بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و”الموقع” غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.

المصدر بيروت نيوز