كيف للبنان أن يخلو من التطرف السياسي والحزبي وأن يرتقي بالمصلحة العامة؟ مما لا شك فيه أن لبنان بلد التمييز الطائفي والحزبي بإمتياز، وأبهى صوره مؤخرا كان في الجامعة اللبنانية التي تعتبر المحطة الأساسية لتضارب المصالح وإختلاف الآراء والتوجهات السياسية والحزبية. فمؤسسة تخرّج أجيالا باتت تعنى أكثر بإرضاء أطراف معينة على حساب أخرى.
في الجامعة اللبنانية كلية الحقوق والعلوم السياسية – الفرع الثاني – جل الديب، وقع إشكال بين الجيش وبعض طلاب القوات اللبنانية بعد تلاسن وتضارب حصل بين طلاب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر إثر خلاف على وضع صورة كل من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وبشير الجميل مقابل صورة التدقيق الجنائي.
فيما تعرض كل من مدير كلية الحقوق والعلوم السياسية الدكتور أمين لبس ومدير كلية العلوم السياسية الدكتور رودريغ أبي خليل إلى الاهانة بعدما حاول الأخير فض النزاع بين الجيش وطلاب القوات.
في هذا السياق، قال رئيس دائرة الجامعة اللبنانية في مصلحة طلاب القوات اللبنانية عبدو عماد لـ”لبنان الكبير”: “كنا نضع صورة كبيرة لسمير جعجع وبشير الجميل على حائط للبلدية أمام الجامعة اللبنانية – كلية الحقوق في جل الديب، أزلنا هذه الصور عن قاعداتها التي اعتدنا أن نضعها عليها من حوالي أسبوعين، لأنّنا احتجنا الصور للانتخابات، فجاء العونيون ووضعوا يافطة على هذه القاعدات. وعندما طلبنا منهم إزالة هذه اليافطة ووضعها في مكان آخر لم يقبلوا وأحضروا الجيش الذي عمل على حماية الموضوع وإبقاء اليافطة مكانها”.
وتابع: “حضر شاب من شبابنا لوضع صورة جعجع والجميل متخطيا بـ 10 سم من صورة العونية، وعندما طلبنا منهم إزاحة صورتهم قليلاً قاموا برمي صورنا وفي الوقت عينه كان الجيش اللبناني موجودا وتهجم علينا. إستعمال السلطة لضرب حزب معين فقط لأنّه ضد الحزب القادر على التحكم بهذه السلطة أمر مؤسف”.
وإعتبر عبدو أنّ الجيش لم يتدخل بل أيّد طرفاً فـ”نحن أكثر ناس نطالب بأن يتدخل الجيش ويحمي كلا الطرفين لعدم وقوع أي إشكال، لكن هل يعقل للجيش أن يضرب الطلاب والدكتور رودريغ بسبب صورة؟”.
وأكّد أنّهم سيتخذون إجراءات بشأن ما جرى “هناك شاب من شبابنا مجهّز بالبواريد لكننا حاليا بصدد اتخاذ إجراءات قانونية حتى نلملم ما حصل خاصة أن وضع البلد لا يحتمل. فالعونيون لا يقومون بشيء إلا بقالب إستفزازي، ونحن ندرك مدى إنزعاجهم منا ومن تصرفاتنا ومن فوزنا في الانتخابات”.
وفي رد معاكس، قال مندوب التيار الوطني الحر في الجامعة اللبنانية جاد جابر لـ”لبنان الكبير”: “كنا نعلّق يافطتنا في مكان لم يكن عليه أي شيء، وصور الكتائب كانت في الأسفل، فإشكالنا لم يكن مع الكتائب بل مع القوات، وكنا مصرين على عدم الاقتراب من أي صورة كي لا يتعدّى أحد على الآخر، فالهيئة الطلابية يحق لها وضع ما تريد داخل الجامعة لكن نحن لا يحق لنا لأنّنا لسنا ضمن الهيئة. وضعنا صورة كُتب عليها “الفاسدون يخشون التدقيق الجنائي أما الأبرياء فيفرحون به”، قاموا بتمزيقها أمس لكننا عدنا ووضعناها، فوضعوا صورة سمير وبشير التي غطّت ثلاث أرباع صورتنا ورفضوا إزاحتها، فتلاسنّا والآن نتعرض لتهديدات”.
من وجهة نظره رأى جابر أنّ “جل الديب ليس لديها حيثية معينة وأكبر دليل على ذلك أرقام الانتخابات، هذه المنطقة ليست حكراً على أحد، نحن وضعنا الصورة خارج نطاق الجامعة وهذا الحائط للجميع وحق لنا. وأؤكد أنّه لا يوجد خلفية لوضع الصورة وبما أنّنا هذا الأسبوع سنعود إلى للجامعة قررنا وضع الصورة وليس من باب الاستفزاز، ولو حصل اتفاق بيننا لما وصلنا لهذه النقطة. لم نتخذ أي إجراءات بعد ونحن تحت سقف القانون ومن البداية لم نضخّم الامور”.
أمّا من جانب الكتائب، فأوضح رئيس خلية الكتائب اللبنانية في الجامعة اللبنانية رالف خوري أنّه “منذ 3 سنوات نحن متفقين مع البلدية على وضع صور كل من بشير وبيار وسامي الجميل ولم يحصل أي إشكال ولو لمرة واحدة. الجيش أخذ 3 من شباب القوات لكن ردّهم سريعاً”.
وعن أهمية وجود هذه الصور داخل أو بجانب جامعة، أوضح خوري: “نحن كنا ضد نزع صورة بشير الجميل لكونه رئيس جمهورية سابق وبيار الجميل لكونه شهيداً لكل الناس. لكننا منذ اليوم لن نقوم بتعليق صور كمبادرة منا وسنصب جهودنا لتحسين وضع الجامعة اللبنانية”.
وأضاف أنّ “الجميع يطالبون بإبقاء الفرع الثاني صامدا فيما يدعمون هذه القصص الطفولية التي لا تخدم مصلحة الجامعة العامة. ورأي الكتائب أنّه يجب الخروج من هذه القصص الصغيرة والتركيز على القصص العامة التي تخدم الجامعة لأنها في اتجاه سلبي، فهناك ناس تخرجت وما زالت لا تملك شهادات لأنّ الجامعة لا تملك الأوراق كما أنّ الجامعة لم تفتح أبوابها بعد والطلاب لا يدرون ماذا يفعلون”.