إنفتاح “حزب الله” على دعوة رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط الى عقد لقاء تنسيقي في ملفات أساسية على رأسها الكهرباء والصندوق السيادي، قابلها بإيجابية حَذِرة لسرعة جنبلاط في الاستدارة السياسية.
عشية الاستحقاق الرئاسي وفي خضم تسارع الايجابية في الملف النووي الايراني، يرسخ جنبلاط ربط النزاع مع من سمّاه الجار الذي لم يأتِ من القمر، إنما مكوّن من لبنانيين وليس أجانب، معتبراً أن أي رئيس مقبل يجب عليه أن يحاور “حزب الله” ويستوعب سلاحه ضمن هيكيلية دفاعية للدولة اللبنانية.
وفق معلومات موقع “لبنان الكبير” لن ينغمس جنبلاط في النقاش الرئاسي مع “حزب الله”، قبل انقشاع التطورات الاقليمية، وتبلور الموقف المسيحي من هذا الاستحقاق. ولن يكون اللقاء يتيماً، وهو مرشح للتنسيق الدائم، ولكن من غير المطروح حالياً لقاؤه مع أمينه العام السيد حسن نصر الله لاعتبارات عديدة أبرزها خارجية.
بادر رئيس الحزب “التقدمي” الى الاتصال بمسؤول وحدة التنسيق والارتباط الحاج وفيق صفا، واستكمل الوزير السابق غازي العريضي التواصل مع “حزب الله” لتحديد الموعد. وكان اللقاء مقرراً الأسبوع الفائت، الا أن أسباباً صحية أدت الى تأجيله، وجرى الاتفاق على معاودة الاتصال بعد الانتهاء من العاشر من محرم لتحديد الموعد.
لم يتخذ القرار النهائي بعد، ما إذا كان المعاون السياسي للسيد حسن نصر الله الحاج حسين الخليل سيحضر اللقاء، أم سيقتصر الحوار على صفا الذي برع في التخاطب مع الخصوم والشخصيات المعقدة كالنائب جبران باسيل. إنما المرجح إنضمام الخليل الى الاجتماع تظهيراً لايجابية “حزب الله” في الحوار مع خصمه السياسي. وتقول معلومات موقع “لبنان الكبير” إن مسؤولي “حزب الله” لن يبادروا الى طرح الملفات، وسيلتزمون بما يطرحه جنبلاط للنقاش، يطلعون على وجهة نظره، ويحاورونه بإيجابية وانفتاح على الحلول، بما يعود لمصلحة البلد وسيادته.
صحيح أن “حزب الله” لن يبادر الى فتح ملف الاستحقاق الرئاسي مع جنبلاط، الا أنه سيكون في الوقت عينه منفتحاً على نقاشه اذا اختار جنبلاط أن يطرحه، وسيكون مستمعاً اليه وليس مبادراً.
حتى هذه اللحظة لم يُسجل أي تواصل على صعيد الاستحقاق الرئاسي ولم يُرصد أي مسعى، الا أن الحراك السياسي الرئاسي سيبدأ بجدية بعد أن انتهت ذكرى عاشوراء، التي لم يُسجل خلالها أي حراك أو أي اتصال بين الأطراف السياسية. أما في الملفات التي طرحها جنبلاط اعلامياً، فـ “حزب الله” سيستمع الى رؤية رئيس الحزب “الاشتراكي” للحلول الكهربائية ومنفتح على نقاشها، وهو لم يأخذ أي رأي مسبق في ما يخص الصندوق السيادي نفطياً، وعادة يسلم مثل هذه الملفات للرئيس نبيه بري لاتخاذ القرار فيها والاتفاق على الأسلم.
في المحصلة، إن “حزب الله” لا يعلم ماذا سيطرح جنبلاط أمام مسؤوليه، ولكنه على يقين بأن خلاف الحليفين (“الاشتراكي” و”القوات”) كبير، وسيسعى الى الافادة من اختلافهما لتمرير الرئاسة، ولو كانت الطبخة على نار هادئة.