كتب أحمد عدنان في “لبنان الكبير” أهدى الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود للسعوديين أخباراً سارة جديدة، بتعيين ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رئيساً للوزراء، وتعيين الأمير خالد بن سلمان وزيراً للدفاع.
وتعيين سمو ولي العهد رئيساً للوزراء فيه إرساء وتعزيز لمبادئ الحوكمة وإضفاء المزيد من السلاسة على سير العمل وانتظام المؤسسات، ودفعة ملكية جديدة وقوية ومستحقة لرؤية 2030 لمزيد من النجاحات والإنجازات وتحقيق الأهداف.
وجاء تعيين الأمير خالد بن سلمان وزيراً للدفاع بعد تجربة لافتة للأمير كسفير في الولايات المتحدة الأميركية (2017 – 2019)، ثم نائباً لوزير الدفاع (2019- 2022)، وقبل ذلك شارك الأمير كطيار مقاتل في أول ضربة جوية نفّذتها المملكة ضد تنظيم “داعش” في 23 سبتمبر 2014 داخل الأراضي السورية، وعرفته الأجواء اليمنية أيضاً كطيار مقاتل في عملية “عاصفة الحزم” ضد الحوثيين وغيرها من الميليشيات الإيرانية والإرهابية في اليمن.
وفي ما يلي جولة في عقل وزير الدفاع السعودي الجديد من خلال تصريحات سابقة له، تعكس منهج الدولة السعودية بقيادة الملك وولي العهد وبالتالي تعكس أفكاره ومقارباته وبعضاً من ملامح شخصيته:
-” ما أراه في السعودية هو أنه تحت قيادة الملك وولي العهد، لدينا خطة طموحة ومشوقة لقيادة اقتصادنا نحو الأمام، لقيادة مجتمعنا نحو الأمام، لقيادة بلدنا نحو الأمام، لتطوير نظام التعليم، ونظام الصحة، وتطوير اقتصادنا، وتوفير بيئة للسياحة، وتوفير الترفيه، والاستثمار داخل السعودية وخارجها، وكنا ناجحين في ذلك منذ الاعلان عن رؤية 2030. وأظن أنه على الدول في المنطقة أن تكرر التجربة السعودية” (24 يناير 2020).
-” متوسط عمر المرء في السعودية يزيد ٤ أعوام مقارنة بمن يعيش في إيران، أنظر إلى نظامنا الصحي والتعليمي. وانظر إلى إصلاحاتنا الاجتماعية والاقتصادية في السعودية. ففي السعودية، لم يتم حظر أي منصة تواصل اجتماعي قط، بينما بالنسبة الى إيران، فإنها تستمر في حظر منصات التواصل الاجتماعي. إننا دولة تريد أن تكون جزءاً من النظام العالمي” (24 يناير 2020).
-” الخلاف بين السعودية وإيران ليس متعلّقاً بالسنة والشيعة، بل هو عبارة عن تصادم في الرؤى، فالسعودية لديها رؤية ذات نظرة مستقبلية للدفع بمجتمعنا الى الأمام، ولنتمكن من تحقيق ذلك الهدف نريد أن تكون لدينا منطقة مستقرة ومسالمة ومزدهرة ونريد زيادة التعاون التجاري. ولكن إيران تفعل العكس، فلديها سياسة توسعيّة يريدون من خلالها بشكل أساس السيطرة على بلدان في المنطقة، كما أن لديهم نشاطات مدمرة في المنطقة تقود المنطقة إلى الخلف وليس الدفع بها الى الأمام” (24 يناير 2020).
-” التهديد الأكبر الذي تواجهه المنطقة والأمن الدولي هو النظام الإيراني وميليشياته في المنطقة من جهة، وداعش والقاعدة والمنظمات الإرهابية من جهة أخرى، إنهما وجهان لعملة واحدة، فهم جميعاً يؤمنون بالمبدأ نفسه، وليس بالضرورة إيمانهم بالأيديولوجية ذاتها. كلاهما لا يؤمنان بسيادة الدول، ويؤمنان بإقامة دولة أيديولوجية عابرة للحدود، كما أنهما لا يحترمان القانون الدولي، وعلى الرغم من أنهما يتنافسان أحياناً ويتقاتلان، إلا أنه عندما يتعلق الأمر بنا فإنهما يتعاونان علينا باعتبارنا عدوهما المشترك” (24 يناير 2020).
-” نحن لم ندعم الحكومة اليمنية لبدء حرب في اليمن، بل دعمناها لإنهاء الحرب الجارية في اليمن. الطرف الذي بدأ الحرب هو ميليشيا الحوثي الإيرانية، وقد بدأوها في العام 2014 عندما انتقلوا من منطقتهم إلى العاصمة، وقتلوا اليمنيين وذبحوهم وهددوا الحكومة المركزية لليمن، وكان الخيار أمامنا في تلك اللحظة إما دعم الحكومة المركزية الشرعية لليمن ضد جميع الأطراف الإرهابية غير الحكومية مثل الحوثيين وتنظيم القاعدة، أو لن يكون لدينا في اليمن إلا منظمتان إرهابيتان غير حكوميتين تتمثلان في الحوثيين وتنظيم القاعدة في حال سقطت الحكومة المركزية الشرعية لليمن. وسيستفيد الحوثيون وتنظيم القاعدة من حالة عدم الاستقرار والفراغ تلك، مما سيخلق مزيداً من الأعمال الإرهابية المزعزعة للاستقرار، لذلك كان خيارنا الوحيد هو دعم الحكومة اليمنية لاستعادة سيطرتها على البلاد، من أجل إصلاح الاقتصاد اليمني، وخلق الوظائف، وتحقيق الازدهار لليمن، وتحسين الحالة الإنسانية التي تدهورت بعد العدوان الحوثي، هذا هو هدفنا” (24 يناير 2020).
“- ليس من المقبول أن تتحكم إيران بالشعب العراقي أو بالعراق، بل يجب على الشعب العراقي أن يتحكم بالعراق، وكذا على الشعب اللبناني أن يتحكم بلبنان” (24 يناير 2020).
-” نحن نرسل السياح إلى لبنان، وإيران ترسل الإرهابيين إلى لبنان، نحن نرسل رجال الأعمال، وإيران ترسل المستشارين العسكريين، نحن نبني الفنادق وقطاع السياحة ونخلق فرص العمل، وإيران تخلق الإرهاب، نحن نريد للبنان أن يكون بلداً أفضل وأقوى وأكثر استقراراً ونريد للشعب اللبناني التقدم وأن يكونوا بلداً مزدهراً، وإيران تريد من لبنان أن يخوض حرباً نيابة عنها وتريد منه أن يقوم بمشاريع طهران التوسعية” (24 يناير 2020).
“- لماذا نرى دائماً أن الولي الفقيه المرشد الأعلى من إيران؟ لماذا لا نرى مرشداً أعلى لبنانياً أو عراقياً ويتّبعه ملالي إيران في المقابل؟ لن ترى هذا قط، لأن إيران تريد استخدام لبنان والعراق وشعبيهما كأدوات لسياساتها التوسعية” (24 يناير 2020).
“- لم تقم القاعدة بشن أي هجوم على إيران، بينما تعرضت السعودية عبر تاريخها لأكثر من 130 هجوماً إرهابياً، بما في ذلك على الحكومة السعودية. لذا، من غير المنطقي أن نقوم بتمويل أي شيء قد يهدد بلادنا بشكل أساس. لقد قال أسامة بن لادن بوضوح في وثائقه التي عثرت عليها الولايات المتحدة في أبوت آباد إن إيران كانت ممولاً لأنشطتهم بالأساس، وأضاف أن إيران تساعدهم لوجستياً، وفي مجمل حديثه عن إيران وصفها بالشريك ضد السعودية والولايات المتحدة” (24 يناير 2020).
“- على المجتمع الدولي منع توريد السلاح إلى إيران” (1 يوليو 2020).
“- يجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته تجاه استخدام الأسلحة المحرّمة دولياً والرد عليه، هذا الهجوم الوحشي على الأبرياء والمدنيين (في دوما) هو امتداد لجرائم نظام الأسد وداعمه الأساسي النظام الإيراني وأدواته في المنطقة (حزب الله والمليشيات الطائفية التابعة له). يجب علينا أن نقف ضد عدوانهم في المنطقة في سوريا واليمن والدول الأخرى” (10 أبريل 2018).
-” المملكة ملتزمة بدعم أمن العراق واستقراره وتعزيز أواصر التعاون بين البلدين في مجالات الأمن والاقتصاد والاستثمار بما يحقق مصلحة الشعبين الشقيقين” (11 مايو 2021).
-” تسعى السعودية ودول الخليج العربي ليكون اليمن ضمن المنظومة الخليجية؛ لينعم شعبه بالأمن والاستقرار والتنمية كسائر شعوب الخليج، إلا أن الميليشيات الحوثية اختارت الإرهاب والدمار، واستخدمت أبناء اليمن كحطب يخدم أجندة النظام الإيراني. ونؤكد لشعب اليمن أنه منا، ونحن منه، وسنكون دوماً إلى صفه” (19 يناير 2022).
-” إننا ماضون في التصدي للإرهاب والتطرف مهما كلف الأمر، فتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط من أهم أهداف المملكة” (25 ابريل 2019) .
-“ لقد حظيت وزارة الدفاع منذ تولي سمو سيدي ولي العهد قيادتها باهتمام كبير ومتابعة مباشرة من سموه الكريم، أثمرت بإطلاقه – حفظه الله – برنامج تطوير وزارة الدفاع، الذي يعكس إيمان سموه بأهمية تطوير قدرات الوزارة، ومواكبة التطور العسكري وفق أعلى المعايير، والارتقاء بها إلى أعلى المستويات” (28 سبتمبر 2022).
إن تعيين الأمير خالد بن سلمان وزيراً للدفاع يؤكد نهج الدولة السعودية – بقيادة الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان – في تمكين الشباب ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب.